الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

كيف أهرب من ذلك الرجل ؟ - الجزء الخامس عشر

%D8%A8%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%86-1

الجزء الخامس عشر







دخل حسام إلى مكتبه و جلس على الكرسي ثم نظر إلى مجموعة الملفات المتراصه أمامه و تنهد بقوه و قرب يده و أمسك بضعت ملفات و بدأ بتصفحهم سريعاً من دون أدنى اهتمام فهو يعلم بأن تلك القضايا ليست ما يصبو إليه و لكن هذا لا زال عمله الذي يجب عليه أن يؤديه بشكلً جيد . بعد عدة دقائق طرق أحدهم الباب فانقطع تركيز حسام و رفع نظره نحو الباب بتعجب ثم أذن للطارق بالدخول من دون أن يسأل من الطارق فانفتح الباب و دخل منه أبراهيم و الابتسامه على وجهه و توجه نحو حسام الذي ما أن رأى أبراهيم أمامه حتى ابتسم و نهض متوجهاً نحوه .


حسام : أبراهيم .

أبراهيم (بابتسامه) : حسام . لقد اشتقت إليك كثيراً . عندما علمت بأنك قد عدت بعد إجازة أمس ، أسرعت بالمجيء إلى هنا لكي أطمئن عليك . كيف حالك ؟ لقد كنت قلقاً للغايه عليك بسبب تعبك المفاجئ .

حسام (بابتسامه) : لا تقلق فأنا بخير . 


صافح حسام أبراهيم فقام أبراهيم بمعانقة حسام بقوه شديده في وسط تعجب حسام الذي قام بالنظر إلى وجهه فرأى القلق ظاهراً عليه فابتسم و بادله المعانقه و ربت على ظهره و عندما شعر بارتخاء ذراعا أبراهيم أبتعد عنه مشيراً إليه بالجلوس على الكرسي و جلس هو على الكرسي المقابل .


حسام (بابتسامه) : حقاً لقد اشتقت إليك كثيراً . كيف حالك ؟

أبراهيم (بتعجب) : تسألني أنا عن حالي ! (بضيق) من المفترض أن أسألك أنا عن حالك فلقد قمت بأخذ يوم أمس عطله بعد أن بدأت بالمداومه لمدة أيام معدوده ظننت فيهم بأنك قد شفيت بشكلً كامل ، (بقلق) و لكن بعد تلك الإجازه خشيت بأن يكون مرضك قد عاد مجدداً . (باستياء) لماذا لم تقوم بالاتصال بي لتخبرني أيها الأحمق حتى لا تتركني هكذا لحيرتي !؟

حسام (ضحك قليلاً) : لم أظن يوماً بأن أراك قلقاً هكذا علي ، (بمزح) ما عدا تلك المرات التي حذرتني فيها من التهور ، ههه . لا تقلق هكذا و تستاء فأنا بخير تماماً فأنا لم يعد إلي المرض أو أي شيء ، (بابتسامه مزيفه تخفي توتره) فقط شعرت ببعض التعب و الإرهاق بعد أسبوع العمل الصعب لذلك قمت بأخذ يوم أمس عطله من كل شيء .

أبراهيم (بارتياح) : آه إذاً هذا هو السبب . (تنهد) لقد أطمئن قلبي .

حسام (ضحك) : لماذا أشعر و كأنك تعاملني مثل الطفل الصغير ، كما لو كنت أخي الكبير على الرغم من تقارب أعمارنا ، هههه . 

أبراهيم (ابتسم بسعاده) : يبدو بأنك في حاله مزاجيه جيده و تبدو السعاده ظاهره على وجهك . هل حدث شيئاً سعيداً في حياتك ؟

حسام : ممم ، لا ، لم يحدث أي شيء .

أبراهيم (بابتسامه خبيثه) : حسام أنت تكذب أيها الماكر ، يبدو بأنك تخفي شيئاً ما عني ، أليس كذلك ؟ (صمت قليلاً) أهي فتاه ؟

حسام (أنفجر ضحكاً) : هههههههه ، ما الذي تقوله أبراهيم !؟ فتاة ماذا !؟ لقد ذهبت بتفكيرك إلى أمر مستحيل حدوثه .

أبراهيم (أبتسم بخفه) : حقاً !؟ (صمت قليلاً) لقد ظننت بأنك قد وقعت في الحب (ضحك بخفه) فأنت قد تغيرت تماماً منذ أن عدت من عطلتك .


تعجب حسام من انتباه أبراهيم لذلك و بدأ يتسأل مع نفسه ما إذا كان الأمر ظاهراً عليه في الأيام السابقه إلى تلك الدرجه بأنه قد أحب و بأنه قد تغير ! كان حسام يعلم بأنه قد تغير و لكن لم يظن بأنه تغير بشكل كبير لينتبه إليه الأخرين هكذا . تلك التساؤلات كانت تشعره بالخوف الشديد و لم يرد أن يعرف الإجابات فهو لا يريد أن يصدم بالواقع الذي يحاول الهرب منه . لم يكن حسام يريد أن يتغير و لم يكن أيضاً يريد أن ينتبه أحد لمشاعره حتى لا يعلم بحبه لرجل و علاقته المكروهه للجميع به .



حسام (بابتسامه مزيفه) : هههه ، يبدو بأنك تتخيل أشياء غريبه . أنا حقاً لا أفكر في الحب أو الوقوع فيه فتلك أشياء تافهه و أنا لا أهتم الآن سوى بالعمل و الـ ...

أبراهيم : و الترقيه لأنتقل إلى عملي السابق . (تنهد بقوه) أعلم تماماً ما ستقوله ، فتلك الكلمات دائماً ما ترددها منذ زمن و لم تغيرها . آآآآآآه ، ألن تغير رأيك هذا أبداً !؟ أنت عنيد للغايه . الحب الذى تقول عنه بأنه شيءٌ تافه هو أهم شيءٍ في الوجود ، فهو أساس الحياه و الهواء الذي نتنفسه و من دونه تصبح الحياه من دون قيمه و قلبنا يصبح كالآلات التي تتحرك من دون أحساس ، قلبنا يحتاج لأن ينبض قليلاً بشكلٍ مختلف و لو لبعض الوقت . صدقني حسام أنك إذا شعرت بالحب ستتغير حياتك و ستشعر بمشاعر جميله لم تشعر بها من قبل ،(بابتسامه) فقط أسالني أنا .

حسام (يحدث نفسه) : أفهم ما تعنيه صدقني فلقد شعرت بتلك المشاعر الجميله و المؤلمه و المخيفه و التي أتمنى من كل قلبي أن تزول فأنا أخاف جداً من أن تتغير حياتي أكثر من ذلك و يا ليتني لم أشعر بتلك المشاعر بتاتاً . (يحدثه و بابتسامه خبيثه) إذاً لقد وقعت في الحب أيها الخبيث و لم تقل لي . يا ترى من هي سعيدة الحظ (بمزح) أو تعيسة الحظ التي تم لعن حياتها لتحبها أنت ، ههههه .

أبراهيم (أحمر وجهه خجلاً و نظر بعيداً عنه) : ....... أنـ ... أنها حب حياتي بأكملها .

حسام (بتعجب) : (يحدث نفسه) أنه لأمرٌ غريب بأن أرى أبراهيم يخجل بتلك الطريقه ، فتلك أول مره ! يبدو بأنه يحبها حقاً . أنت محظوظ لأنك أحببت فتاه و تستطيع التحدث عنها كما تريد عكسي أنا الذي لن أستطيع النطق حتى موتي . (تنهد و تحدث إليه) فلتسعد مع من تحب و اتركني لحياتي العاديه الممله .

أبراهيم (نظر نحوه بحزن ثم ابتسم سريعاً بسخريه) : حسناً فلتسخر كما تريد ، و لكنك ستندم كثيراً على رأيك العنيد و الغريب ذاك ، و الأهم أنه سيأتي يوماً ستغير فيه رأيك هذا ، (بثقه) صدقني .

حسام (بتوتر) : (يحدث نفسه) كما لو كنت تقرأ أفكاري . (يحدثه بلا مبالاه) أنت تحلم .

أبراهيم (ضحك بخفه و بابتسامه) : أنت حقاً عنيد للغايه .


و هما يتحدثان رن الهاتف الداخلي فأجاب حسام على المتصل فوجده رئيسه في العمل يطلب منه أن يأتي إليه سريعاً فارتبك و توتر من صوت رئيسه الجدي ذاك و شعر بأن هناك شيئاً هاماً و ذلك أشعره بالحماس . أغلق الهاتف بعد أن أغلقه رئيسه و القلق على وجهه و تفكيره شارد تماماً .


أبراهيم (بتعجب) : ماذا قال اللواء لكي تشرد بأفكارك هكذا !؟

حسام : أنه يريدني أن أذهب إلى مكتبه في الحال .

أبراهيم (بتعجب) : الآن !؟ حقاً الأمر عجيب ! حسناً أذهب أنت إليه و أنا سأعود إلى مكتبي فأنا لا أريد أن يكتشف اللواء بأنني تركت مكتبي لكي أجلس معك هنا أدردش ، (بابتسامه متوتره) فهذا لن يكون جيداً البته .

حسام : لديك كل الحق . أذهب ، أذهب ، فأنا لا أريد أن أتسبب لك بأي مشكلات . (بابتسامه) أراك في وقتاً لاحق .

أبراهيم (بابتسامه) : حسناً . أعتني بنفسك جيداً . إلى اللقاء .


خرج أبراهيم متوجهاً نحو مكتبه و توجه حسام نحو مكتب رئيسه و عندما وصل طرق الباب فأذن له بالدخول و عندما دخل وجد أثنين أخرين من زملائه المقدم رامي و الضابط عادل فدخل و وقف بجانبهما . كان الجميع صامتون و كأنهم منتظرون حدوث شيئاً ما أو أمراً ما أو ربما أوامر ما . بعد بضعت دقائق دخل أبراهيم أيضاً فنظر إليه حسام بتعجب ثم أبعد نظره سريعاً كي لا ينتبه اللواء . وقف أبراهيم بجانبهم ثم أشار إليهم اللواء بالجلوس فجلسوا جميعاً و بدأ يتحدث إليهم بأمور بدت هامه للغايه و عجيبه و كانت بالنسبة لحسام حماسيه جداً و كانت فرصته الكبيره للانتقال من هذا المكان .



--------------------


في تلك الأثناء كان شريف قد أشرف على الوصول إلى مكانٍ ما قد اتفق عليه مع شريكه في العمل لكي يقابله هناك . كانت تلك الرحله طويله قليلاً فهي تستغرق بالسياره بضعت سويعات حتى يصل شريف هو و رجاله إلى ذلك المكان المهجور ليتم صفقته الهامه . كان المكان المهجور مختلفاً عن المكان الذي تبعه إليه حسام من قبل فهذا المكان كان بعيداً تماماً و في محافظه أخرى من محافظات الصعيد القريبه من القاهره . وصل شريف و رجاله بعد بعض الوقت إلى المكان و لكن لم يكن هو أول من يصل إلى المكان فيبدو أن سليم شريكه الأهم و صديق عمله المشبوه كان ينتظره بجانب سيارته الكبيره السوداء . توقفت سياره شريف قريباً من سيارة سليم ثم نزل شريف يتبعه رجاله و سار قليلاً ثم توقف أمام سليم .


شريف : إذاً لقد سبقتني في الوصول إلى المكان تلك المره .

سليم (ضحك بخفه) : هاهاها ، أجل .  تلك أول مره آتي و لا أجدك تنتظرني فعادتاً أنت من يأتي مبكراً و ينتظرني حتى أصل ، هههه ، و لكن لا تقلق فأنا لم أنتظر كثيراً فلقد وصلت إلى هنا منذ خمس دقائق فقط .

شريف (بابتسامه) : هذا جيد ، فأنا لا أريد لشريكي الأعظم أن يستاء مني .

سليم (ضحك بخفه) : هذا لن يحدث أبداً ، فأنا لن استاء منك مهما حدث ، فأنت صديقي العزيز قبل أن تكون شريكي .

شريف (قام بمصافحته و معانقته) : و أنت أيضاً صديقي العزيز . لقد اشتقت إليك كثيراً . كيف حالك سليم ؟ أنا لم أرك منذ أخر اتفاق تم بيننا رغم أنني تحدثت إليك كثيراً بالهاتف .

سليم (رد له المصافحه و المعانقه) : أجل و لكن ليس الأمر مثل رؤيتك (ضحك بخفه) ، فبالتأكيد لقد اشتقت إليك مثلما اشتقت أنت إلي و اشتقت للعمل معك ، و كما ترى فأنا بخير صديقي العزيز . كيف حالك أنت ؟

شريف (بابتسامه) : أنا بأفضل حال .

سليم (بابتسامه) : يبدو الأمر ظاهراً عليك . إذاً أنت مستعد .

شريف (بابتسامة ثقه) : أجل مستعد ، فأنا دائماً مستعد .

سليم : آه كدت أنسى شيئاً هاماً .


أشار سليم لرجاله فقاموا بفتح صندوق السياره الخلفي و إخراج رجلاً مكبلاً و معصوب العينين و على فمه شريط لاصق و كان يرتجف بشده ثم قاموا بسحبه بقوه حتى وصلوا إلى سيدهم فأشار إليهم مرة أخرى فألقوا به بعنف أمام شريف . كان الرجل يبدو في الثلاثينات من عمره و كان مغطى بالكدمات و الجروح و ممزق الملابس التي كانت مليئه بالدماء و عصبة عينيه كانت مليئه بدموعه الغزيره و بعض الدماء و كان متعرقاً كثيراً من شدة الخوف و كان الشريط اللاصق على فمه مغطى أيضاً بدمائه و يديه مكبله من الخلف بحبال تلتف حول بطنه و حتى الحبال أيضاً بها دماء و على ما يبدو للظاهر أنه تلقى ضرباً مبرحاً . كان صوت بكاء ذلك الرجل و شهقاته و صراخه مرتفع و يمكن سماعه على الرغم من وجود الشريط اللاصق و لو لا أن صندوق سيارة سليم سميك و يصعب خروج صوت منه لكان فضح أمر اخباءه بالداخل . عندما ألقى رجال سليم به على الأرض و تركوه شعر بأن تلك هي فرصته السانحه لذلك حاول النهوض و الهرب إلا أن أسماعيل قام بإمساكه سريعاً حتى قبل أن ينهض من مكانه و لقد امسكه من شعر رأسه و ملابسه بعنف و سحبه ليقترب من شريف و هو لا زال جالساً على ركبتيه فنظر إليه شريف بتمعن ثم عاد بنظره نحو سليم مرة أخرى . حاول الرجل الإفلات من أسماعيل مراتً عديده و لكنه لم يستطع فقوة أسماعيل البدنيه تتفوق على قوته الأصليه و ليست المنهاره تلك .


سليم (بنظره هادئه) : هذا هو رجلك الذي أراد خيانتك .

شريف (بنظره بارده) : إذاً فلقد ذهب إليك كما ظننت . (بابتسامه) شكرا لك سليم .

سليم (بابتسامه) : عفواً صديقي . (بنظره خبيثه) يمكنك الاعتناء به جيداً .

شريف : بالطبع ، (بابتسامه خبيثه) أتركه لي . و الآن ، سامح ، أعطني الحقيبه .

سامح : أجل سيدي (أعطاه حقيبه سوداء) .

شريف (فتح الحقيبه) : هذا ما أتفقنه عليه . (قرب الحقيبه منه) الهيروين الخام الممتاز و الأصلي .

سليم : أجل . (لمس الأكياس بيده و اشتمها ثم ابتسم) أنه ممتاز و أنا متأكد من أنه الأصلي فأنا أثق بك تماماً . (أشار إلى أحد رجاله فأعطاه حقيبه سوداء كبيره ففتحها) و هذا هو المبلغ الذي أتفقنا عليه .

شريف (بابتسامه) : جيد جداً .



تبادل سليم و شريف الحقائب ثم أعطوها إلى مساعديهما و بعد ذلك تصافحا مجدداً و الابتسامه على وجهيهما .


سليم : ما رأيك بأن تذهب معي الليله إلى ملهى النجوم لنقضي ليلة جميله و ساخنه مع الفتيات المثيرات (غمز بعينه اليسرى) ؟

شريف (ابتسم بإحراج) : لا أستطيع فأنا منشغل قليلاً .

سليم (باستياء طفيف) : آآآآآه ، منشغل ، منشغل ، منشغل . أنت دائماً تقول هذا . (باستسلام) كما تحب . أراك قريباً كما أتمنى .

شريف : آسف للغايه صديقي و أعدك بأنني سأعوضك يوماً ما . أراك قريباً جداً بالتأكيد .


استقل سليم و رجاله السياره و غادروا بينما بقى شريف في مكانه و حوله رجاله لكي يتدبر أمر هذا الرجل الذى أراد خيانته . نظر شريف نحو الرجل الذى يمسكه أسماعيل بنظره حاده ثم أشار بيده نحوه .


شريف : أنزع العصابه عن عينيه و الشريط اللاصق عن فمه .

أسماعيل : أجل سيدي .


سحب أسماعيل الرجل نحوه ثم قام بنزع العصابه و الشريط اللاصق بقوه ثم نظر في عينيه بكره و حقد شديدين فاتسعت عينا الرجل و ارتجفت شفاهه و ارتعش جسده بقوه و نزلت حبيبات العرق على عينيه من شدة الرعب فلقد علم بأن من يمسكه الآن هو أسماعيل المخيف . لم يستطع الرجل النظر في عينا أسماعيل طويلاً لذلك أشاح بنظره سريعاً بعيداً عنه فالتقت عينيه بعينا شريف فرأى نظره بارده قاسيه في عينيه جعلت قلبه ينبض بقوه شديده تكاد تسمع فلقد علم بأن نهايته قد اقتربت لذلك ازدادت حدة بكائه و شهقاته و ارتجاف جسده .


شريف : إذاً ، لقد أردت أن تخونني بعد كل ما فعلته لك ، كمال ! يبدو بأنك قد نسيت تماماً ما قلته لي عندما أتيت إلي متوسلاً لكي أجعلك تعمل لدي و نسيت أنك بسببي أصبحت تعيش حياه جيده بدلاً من الشقاء الذي كنت تمر به . 

كمال (يبكى و يشهق) : أنا ... لم ...

شريف (أمسك بقميص كمال و رفعه من على الأرض و أوقفه ثم نظره في عينيه بحده) : أنت لم ماذا !؟ أتريد أن تكذب علي أيضاً و تخبرني بأنك لم تكن تنوي فعل ذلك !؟ (بابتسامة غيظ) ها أنت تمتلك الجرأه حقاً .

كمال (يبكي و يرتجف) : أنا ... آسف ...

شريف (بسخريه) : إذاً أنت آسف ! تتأسف لي على ماذا !؟ على خيانتك لي أم محاولة كذبك علي !؟ و الآن بالطبع يجب علي بكل تلك السهوله أن أسامحك و يعود كل شيء إلى سابق عهده . آآآآه لقد اعتذرت لي و أشعر بأن قلبي قد لان و سأبكي حقاً . (أنفجر ضحكاً) ههههههههه ، (بحده) يبدو بأنك لا تعرفني جيداً حتى بعد عملك الطويل معي . لقد خيبت ظني حقاً . (بغضب) أنت تعلم جيداً بأنني لن أسامح أحد على خيانته لي مهما كان حتى و أن كان أقرب الناس إلي .


نظر كمال نحو شريف بنظرة استعطاف و رجاء للمسامحه بعينين مليئه بالدموع و لكن لم تأثر تلك النظرات في قلب شريف الذي كان قاسياً للغايه في تلك اللحظه . نظر شريف إلى كمال بنظره تشتعل غضباً ثم قام بضم كف يده اليمنى و أرسل إليه لكمة قويه في بطنه جعلته يسعل بقوه و كاد أن يتقيأ و كاد أيضاً أن يسقط أرضاً لو لا أن أسماعيل أمسكه و قربه من سيده شريف الذي أمسكه من شعره القصير جداً مجدداً و سحبه إلى الأعلى و لكمه في وجهه لكمة واحدة جعلت الدماء تنفجر من فمه و أنفه و أخذ يسعل بشده و كاد أن يفقد وعيه و يسقط لكن لم يتركه أسماعيل يسقط فهو يعلم بأن سيده لم ينتهي منه بعد . أمسك شريف كمال من ملابسه و سحبه بقوه نحوه فأفلته أسماعيل فقام شريف برميه على الأرض و رفسه بقوه في بطنه و رأسه و ساقه بكل عنف و قوه و غضب و كمال لم يكن يستطيع الحراك أو الصراخ فلقد فقد قوته تماماً و لم يكن يستطيع سوى البكاء . نظر شريف نحو أسماعيل بعينين بارده بشده كالصقيع مما جعل ذلك أسماعيل يرتجف و يبتلع لعابه الجاف و يبدأ بالتعرق ثم ينظر نحو شريف فرآه يقوم بمد يده نحوه .


شريف : أعطيني إياه .

أسماعيل : أجل سيدي .


فهم أسماعيل على الفور ما يقصده سيده لذلك أخرج سلاحاً نارياً من تحت سترته و أعطاه إياه فأمسكه شريف بيده و على وجهه الغضب الشديد ثم أشار به نحو كمال الملقى على الأرض و الذي كان ينزف بشده و يرتجف من الخوف و يبكي بقوه . على الرغم من أن شريف يمتلك سلاحه الناري المرخص إلا أنه لا يبقيه معه بل يبقيه مع أسماعيل فهو دائماً محاط برجاله المسئولين عن حمايته ما عاد في الأوقات التي يقابل فيها حسام و التي لا يعلم عنها أحد سوى رجاله إما أي شخص آخر فهو لا يعلم و بالتأكيد لن يستطيع تتبعه فهو يستطيع أن يشعر بأي أحد يتبعه لذلك فهو لا يحتاج لسلاحه و أن أحتاجه في أي أمر آخر فسيأخذه من أسماعيل ، و لكن ذلك السلاح الذي أعطاه إياه أسماعيل لم يكن سلاحه هو بل كان مجرد سلاحاً نارياً غير مرخص كي يبعد عنه أية شبهه . رأى كمال فوهة السلاح مصوبه نحوه فاتسعت عينيه و ازداد خفقان قلبه و رعبه و بكائه و ارتجافه شدة تعرقه فهو يعرف شريف جيداً و يعلم ما يقدر عليه .


كمال (يبكى و يشهق و يرتجف) : أر ... جوك ... سا ... محني ... أر ... حمني ...


لم يجيب شريف عليه بل ضغط على الزناد بكل قسوة و من دون أي تردد فانطلقت طلقة الرصاص و أصابت رأس الرجل فدخلت من الأمام و خرجت من الخلف فانفجرت الدماء من الخلف و ملئت أرضية المكان بالسائل الأحمر الكثيف و لم يستطع كمال حتى الصراخ فلقد صمت إلى الأبد . مات كمال في الحال فلقد أصابته الرصاصة في منطقه قاتله فشريف بارع في الإصابة القاتلة للهدف . لم يكتفى شريف بتلك الطلقة فلقد أطلق طلقة رصاص أخرى في قلبه و أخرى في وسط عنقه . على الرغم من أن شريف كان يعلم بأن كمال قد مات و لكن شريف كان في قمة غضبه . أعاد شريف السلاح الناري إلى أسماعيل و توجه نحو السياره و استقلها و انتظر بداخلها رجاله حتى يهتموا بأمر تلك الجثه و هو يضع ساقه فوق الأخرى و يشابك ذراعيه ، و بعد عدة دقائق عادوا رجاله جميعاً و استقلوا السياره .


أسماعيل (بتعجب) : ألن تبقى هنا قليلاً كما أعتدت في السابق !؟

شريف (بهدوء) : لا ، سنعود إلى متجر العطاره .

أسماعيل (بتعجب) : أ ... آه ، حسناً .


شريف (يحدث نفسه) : بالطبع من حقه أن يتعجب فلقد تغيرت كثيراً ، ففي السابق كنت أظَّل هنا وحدي حتى أذهب إلى مكاني المفضل لكى ألتقط الفتيان أو الرجال و أقضي معهم الليله . بالطبع لم يكن أحد يعلم بذلك حتى مساعدي و ذراعي اليمنى أسماعيل ، فبالطبع كيف أستطيع أن أخبره بأنني مثلي فالكثيرون لن يستطيعوا أن يتفهموا ذلك فهم يرون أمثالنا بأنهم ليسوا رجال و بأنهم يرتكبون فعلاً خاطئاً مكروهاً مقززاً ، و أن أخبرته فأنه لن يهابني بعد الآن ، لذلك فلقد التزمت الصمت . في ذلك الوقت لم أكن بعد قد وجدت الحب فمنذ ولادتي لم أحب أي شخص حباً عادياً غير ولدي و زوجتي السابقه التي كانت قريبه جداً من قلبي و التي شعرت بالحزن عليها جداً بعد موتها رغم أنني لم أحبها حب العشاق لأنني مثلي بالطبع لا أحب سوى الرجال (تنهد) و بالتأكيد لم أكن أحب أحد حب العشاق ، لذلك كنت أقضي بعض أيامي مع تلك المتعه الجميله . لكن الآن كل شيء قد تغير فلقد أحببت لأول مره في حياتي حباً حقيقياً و عشقاً لا مثيل له و الأهم أنني قد حصلت عليه أيضاً على قلبه و جسده ، لذلك ليس هناك من داعى لكى ألتقط الرجال و الفتيان كالسابق ، فبالتأكيد أنا لن أخونه أبداً طالما حيت . (تنهد بقوه) هاااااه الآن تذكرت آخر مرة كنت فيها هنا و ما حدث بعد أن أنهيت الصفقه ........


image

------------

منتظره أرائكم و ملاحظتكم و توقعاتكم

و أتمنى الجزء يكون عجبكم


image

هناك 8 تعليقات:

  1. البارت جميل جدا..متحمسة للبارت الجديد

    ردحذف
  2. الرجاء الن تكملو القصه انني حزينه جدا لتوقف الكاتب عن كتابتها

    ردحذف
  3. كمليها بلييييييييييييييييييييييييييييييييييييز هاسا ليش سرتي معاد تنزلي؟؟ ببكي

    ردحذف
  4. كمليها بلييييييييييييييييييييييييييييييييييييز هاسا ليش سرتي معاد تنزلي؟؟ ببكي

    ردحذف
  5. كمليها بليييييييييييييز
    وكللمله ايضا ايضا قصه الوحش اللذي غير حياتي اونقايشيماس

    ردحذف
  6. لو يمحتي كمليهاااااااااتتت ارجوك

    ردحذف