قصة الوحش الذي غير حياتي – الجزء السابع عشر

الجزء السابع عشر






شعر بيتر بالسعاده كثيراً عندما سمع تلك الكلمات و خفق قلبه بقوه بينما ارتسمت ابتسامه متسعه على وجهه و لكنه حاول إلا يظهرها أمام العاملين في القاعه و أمام نيرو إلا أنه لم يستطع ذلك فلقد لاحظها نيرو الذي قام بإمساك يد بيتر و تقبيلها ثم تركها مجدداً . أنتهى العاملين من تجهيز القاعه و أصبحت تشبه قليلاً قاعات الزفاف الأمريكيه حيث الكراسي المترصه خلف بعضها البعض و لكن كانت ألوان القاعه داكنه و ليست بيضاء ، و كانت بها منصه مستطيله طويله بعض الشيء في مقابلة تلك الكراسي و ما بينهم فراغاً كبيراً ، و كانت هناك طاوله كبيره و مستطيلة الشكل خلف الكراسي و عليها أنواع كثيره من الطعام الشهي و الشراب اللذيذ ، و هناك على الجانب الأيسر من المنصه و لكن ليس ملتصقاً بها بضعت الآلات موسيقيه مستطيله و دائريه و مثلثه و مربعة الشكل و لكنها ليست مثل التي توجد على كوكب الأرض و ليس ذلك لأن ألوانها عديده للألة الواحده أو لأن شكلها غير متوازي بل لأنها تبدو كما لو كانت تتنفس ، و هناك على الجانب الآخر من المنصه كرسيان مزخرفان بالأحجار البراقه بألوانها القويه المختلفه و مبطنان ، و في الأعلى زجاجاً لامعاً ملوناً بألوان عديده و مختلفه داكنه . بينما كان بيتر يتفحص المكان بعينا الأعجاب و الدهشه لقدرة العاملين على صنع كل ذلك في وقتاً قصيراً كذاك ظهر فجأةً كائن يبدو كبير في العمر و كان سميناً بعض الشيء و أطول من نيرو قليلاً و يبدو عليه الهيبة و القوه و كان شعره رمادي و قصير جداً يصل حتى أذنيه و عينيه ضيقه بعض الشيء و لونها أصفر داكن و أذنيه طويله و مدببه قليلاً و أنيابه طويله أيضاً و كان لونه أزرق فاتح جداً . كان ذلك الكائن يرتدي ثوب أسود طويل يغطي قدميه و ذراعيه و حوله كائنات أخرى ترتدي مثله و لكنها كانت تغطي شعرها و جزء من وجهها و على الرغم من عدم اتضاح ملامحهم إلا أنهم كانوا يبدون صغار في السن و كان عددهم ستة أفراد و ألوانهم كانت مختلفه عنه . لم يكن بيتر متأكداً من هوايتهم و لكنه شك في أن يكون هذا الكائن هو الكاهن و الأخرين مساعديه فلقد كانوا يقفون حوله و هم مخفضين رأسهم للأسفل قليلاً . بدأ المساعدين بالتمتمة بكلمات مبهمه وصب سائلاً ما كان في الكؤوس التي في أيديهم أمام الكاهن الذى كان يقف أمام المنصه و هم يدورون بشكل دائره ثم بدأوا بألقاء أشياء تشبه الزهور و لكنها كانت مربعة الشكل و ألونها تبرق . كان الكاهن صامتاً لا يتحدث و ثابتاً لا يتحرك و كأنه كان شيئاً جامداً و ليس كائناً حياً . مضت بضع دقائق استمر فيها هؤلاء الأشخاص بالدوران و التمتمه و كان بيتر ينظر نحوهم بتعجب حتى توقفوا فجأة فانتفض بيتر قليلاً من المفاجأه و لكنه سرعان ما ارتجف و بدأ بالتوتر و ابتلاع لعابه الجاف و التعرق قليلاً عندما تحرك ذلك الكائن الثابت و أشار نحوه .


الكاهن (بهدوء و بصوتاً عميق) : أنت أيها البشري ، تعال إلى هنا ؟


أزداد شعور بيتر بالخوف و ثبت في مكانه عندما استمع إلى الصوت العميق لذلك الكائن و أمسك برداء نيرو . على الرغم من أن بيتر ليس من ذلك النوع الذي يخاف إلى تلك الدرجه إلا أنه يعلم ما تستطيع تلك الكائنات فعله فقوته التي يستطيع بها أن يهزم أي بشري لن تجدى نفعاً مع تلك الكائنات التي تستطيع سحق عظامه أو فعل ما هو أسوأ من ذلك و على الرغم من أنه يعلم بأن نيرو لن يسمح لهم بفعل ذلك إلا أنه شعور خوف طبيعي شعر به . شعر نيرو بخوف بيتر فنظر إليه و أمسك بيده و ابتسم في وجهه كي يطمئنه فانتفض بيتر عندما شعر بيداً تمسك بيده و عندما نظر بجانبه وجد نيرو يبتسم إليه فهدأ قليلاً و بدأ بالسير معه حتى أصبحا أمام الكاهن .


الكاهن (بهدوء) : أيها الملك القادم حتى يتم الزفاف و تصبح زوج مالكنا العظيم يجب عليك أن تقسم على الولاء للملك و للكوكب و لكائناته التي ستصبح ملكهم و منهم و لذلك يجب عليك أن تحبهم و أن لا تتسبب في أي أذى لأى كائن على هذا الكوكب أو الوشايه إلى الأعداء و إلا ستموت في الحال و بالطبع أي أسرار ستخرج منك إلى الأعداء أو محاولة الانضمام إليهم معناها نهايتك أيضاً . أنت ستصبح الملك لهذا الكوكب لذلك يجب عليك أن تفعل ما يتسبب في سعادة الرعايا بكل ما يتطلبه ذلك من قوه . و أنت ستصبح زوجاً لهذا الملك الكبير لذلك يجب عليك أن تطيعه و أن تحبه طالما حيت و يجب عليك السهر على راحته و مساعدته و أدراك مخاطر الحياه معه ، كما يجب عليه محبتك و رعايتك و تحقيق أحلامك و أمانيك . و يجب عليك أيضاً أن تربي أبنائك على محبة كوكبهم و الانتماء له و تجهيزهم لكي يكونوا أمراء و أميرات أقوياء . عندما يبدأ الزفاف ستقفان فوق تلك الزهور و ستشربان من هذان الكأسان (يشير إلى الكأسان اللذان ظهرا في يدا أحد مساعديه) و سترددان ما سأقوله و سيربط أحد المساعدين الخاصين بي يديكما معاً برباط الحياه الزوجيه الأبديه و سنلقي عليكما التعاويذ التي ستجعلكما معاً كزوجين حتى آخر عمركما ثم بدمائكما ستوقعان على وثيقة زواجكما . هذا كل ما سيحدث ، و بعد هذا تنتهى مهمتي و يمكنكما الاحتفال بزواجكما كما تشاءان . إذاً هل فهمت ؟  

بيتر (بارتباك) : أ ... أجل ... أعتقد .

الكاهن (بتعجب) : كاختصار لما قلته ، هل ستحافظ على واجبات الزواج ؟

بيتر (بنظره جاده) : بالطبع ، سأفعل أي شيء من أجله ، فأنا أحبه و سأكون دائماً مطيع له و لن أخونه بتاتاً ، و أقسم بالولاء له . 

الكاهن (بهدوء) : حسناً . (نظر نحو نيرو) بالتأكيد سيدي أنت لا تحتاج إلى أن أتلي عليك قسم الوفاء بأكمله فأنت من طلب الزواج به .

نيرو (بثقه) : أعلم نص القسم كاملاً و أقسم على الوفاء له و عدم خيانته و احترامه و رعايته و محبته و تحقيق أحلامه و أمانيه (شابك أصابعه بأصابع بيتر) فهو أغلى ما لدي .


نظر بيتر نحو نيرو بعينين مليئه بدموع السعاده ثم ابتسم و ضغط على يده فنظر نيرو نحوه بنفس تلك الملامح السعيده و ظلا الأثنان يتحدثان من دون كلمات يتحدثان بعيون عاشقين يغرقان في حبهم ، يتحدثان بصمتهما الرهيب الأصدق من كل الكلمات . أستمر الأثنان هكذا لعدة ثواني لم يفهم من حولهما ما الأمر و لكن الأثنان كانا يفهمان بعضهما البعض .


الكاهن (نظر نحوهما بتعجب ثم نظر بعيداً) : بعد قليل ستبدأ مراسم الزواج و سيأتي المدعوين إلى هنا لذلك يجب عليكما الاستعداد الآن .

نيرو (نظر نحوه باستياء طفيف) : أعلم ، أعلم . أستعد أنت .

الكاهن (ابتلع لعابه الجاف) : حسناً سيدي . كل شيئاً جاهز تقريباً و سنستطيع البدء بعد قليل . 


بعد عدة ثواني بدأ المكان يظلم بعد أن كان مضيء كيوم مشمس ثم بدأت الأضواء تضاء و كانت أضواء داكنه و لكن ساحره و بدأ جميع المدعوين بالمجيء و شعر بيتر بالقلق فقد كان الجميع ينظر إليه بتعجب و يتهامسون معاً . شعر نيرو بقلق بيتر فضغط على يده بلطف كي يطمئنه و هذا ما جعل بيتر ينظر إليه فوجده يبتسم إليه كالمرة السابقه فشعر بقليل من الاطمئنان و ابتسم له هو أيضاً . أشار الكاهن لهما لكي يجلسا على الكراسي المخصصه لهما لكي يستريح الأثنان حتى يأتي جميع المدعوين و حتى يجهز كل شيء و يحين دورهم لذلك ذهب الأثنان و جلسا على الكرسيان اللذان كانا مريحان للغايه . بعد ساعة واحده كان الجميع قد وصل حتى والدة نيرو و أخته و بالطبع كانت والدته مستاءه جداً مما يحدث و غير راضيه عنه بخلاف أخته باديم التي كانت سعيده للغايه و كانت تصور ما يحدث ببلورتها الفضيه و تشير إلى بيتر و نيرو بيدها و هذا ما كان يزيد من ارتباك بيتر و خجله . بالطبع جميع كائنات هذا الكوكب و العائله الملكيه عندما أبلغهم الحكماء بأن الملك سيتزوج من بشري من كوكب الأرض و يجب عليهم أن يسعدوا من أجله كانوا متفاجئين من ذلك و الكثير منهم رفض ذلك و لكنهم يعلمون بأن الملك عندما يريد شيئاً ما فلا يوجد كائن في الكون بأكمله يستطيع أن يجعله يبدل رأيه و لذلك فأنهم اضطروا للصمت و المجيء لهذا الحفل ، و لكنهم تفاجئوا أكثر بل و صدموا عندما رأوه فلقد كان مختلفاً تماماً عنهم و ضخماً أيضاً بشكل مقزز و مخيف لبعضهم و بالأخص لأن الكثيرون لم يروا شكل البشرين حتى في الكتب . أراد البعض النهوض و الاعتراض و حتى الصراخ في وجه نيرو و لكن نيرو انتبه إليهم عندما رأى في أعين بعضهم نظرات احتقار و كره و غضب لذلك رمقهم بنظره حاده و همس بكلمات لم يسمعها بيتر الجالس بجانبه و لكن سمعها جميع البالغين الجالسين في القاعه و من يرى ذلك الزفاف في المنازل و الساحات و التي جعلت أجسادهم و حتى عظامهم ترتجف بقوه و جعلتهم يعدلون عن ما كانوا يفكرون به و يصمتون و يبتسمون بقوه للاحتفال .


باديم (ابتسمت بخبث و ضحكت بخفه و بهمس) : أحسنت أيها الملك القوي . استطعت أن تجعل الجميع يصمت و يتقبل الأمر رغماً عنه . حقاً كنت ستفعل ذلك فأنا أعرفك جيداً و كنت تستطيع فعل ذلك بكل سهوله و لم تكن لتهتم بهوية ذلك الشخص حتى و أن كانت والدتك أو بعدد من يقف أمامك حتى و أن كان الكوكب بأكمله ، لذلك فلقد صمت الجميع خوفاً على حياته . أنت رائع و قوي و ستبقى مثلي الأعلى إلى الأبد .


ظهر العازفين و بدأوا بعزف الموسيقى الخافته و كانت مخيفه بعد الشيء ، فيبدو أن ما يوجد على هذا الكوكب و ما يحبه كائناته هو الأشياء التي تكون بالنسبة لنا معشر البشر مخيفه و من حسن حظ بيتر أنه يحب الأشياء المرعبه و الألوان الداكنه قليلاً . ظهرت أضواء لامعه في أعلى القاعه و بعض الطيور غريبة الشكل و التي كانت داكنه و ذات منقار طويل و ذيل أطول من جسدها و أجنحه كبيره تتغير ألوانها بين الحين و الآخر و كانت تلك الطيور تطوف أعلى القاعه و تصدر أصوات كالصفير ثم بدأ الكاهن بالتحدث و المساعدين بدأوا بالوقوف في المكان المخصص لهم .


الكاهن : اليوم سيتم زواج ملكنا العظيم من هذا البشري الذى سيصبح ملكاً أيضاً و أنا هنا لأتمم تلك الزيجه و أنتم هنا لتشهدوا على ذلك الزواج و لتباركوه و بالطبع لا يمكن لأحد الاعتراض عليه سوى الملك والبشري أن أستطاع . هذا زواج أبدي سيتم توقيع وثيقته بدمائهما و سيصبحان ملكَ بعضهما البعض إلى الأبد و غير مسموح بالخيانه مطلقاً في هذا الزواج المقدس . و الأن فليتقدم الزوجان إلي هذه المنصه .


نظرات الجميع زادت من قلق بيتر و ازدادت أكثر و أكثر عندما حان موعد اتمام الزيجه و تقدمه للمنصه فازداد خفقان قلبه ازدياداً شديداً . نهض نيرو و نظر نحو بيتر و ابتسم له و مد يده إليه و عندما نظر إليه بيتر اختفت كل مخاوفه و قلقه فمد يده و أمسك بيد نيرو الممتده و نهض و ذهب معه إلى المنصه . عندما وصل الأثنان و وقفا في مكانهما المخصص فوق الزهور الملقاه أرضاً حاوطهما المساعدون و بدأوا بألقاء زهوراً غريبه أخرى فوقهما و كانت تلك الزهور مليئه بالألوان المختلفه للزهره الواحده ثم قاموا بصب سائل مضيء حولهما على شكل دائره و هم يتمتمون مما جعل بيتر يغلق عينيه قليلاً و يشيح بنظره نحو نيرو ، ثم ظهر في أيدي المساعدين شريطاً طويلاً لونه أسود مضيء و بدأوا يدورون حول نيرو و بيتر حتى أحاطوهما تماماً بالشريط ثم ظهر شريطاً أصغر من الأول تقدم به أحد المساعدين و أعطاه للكاهن و وقف بجانبه لينتظر أوامره . كان بيتر يمسك بيد نيرو بكل قوته و هو يشاهد كل ما يحدث بعينين شبه مغلقه و هو متعجباً بشده و خائفاً و قلقاً و متوتراً قليلاً و لكنه لم ينطق حتى لا يحرج نفسه أمام هذا الجمع . تقدم مساعداً أخر يحمل كأسين بهما سائل ما و وقف أمام بيتر و نيرو .


الكاهن : الآن هل تقبل سيدى نيرواكودريومتا أيها الملك العظيم لكوكب كيو بالزواج من هذا البشري الذى يدعى بيتر ليكون زوجك إلى الأبد و ملك ثاني لهذا الكوكب و لتكونا معاً أسره ملكيه تحكم هذا الكوكب في المستقبل ، و لتحبه و ترعاه و تكون له الزوج الراعي و العائله و الحبيب و الصديق و المعين .


ابتسم نيرو و نظر نحو بيتر بسعاده و ضغط على يد بيتر قليلاً مما جعل بيتر ينظر إليه و يبتسم هو أيضاً ثم عاد نيرو بنظره إلى الكاهن و نظر إليه بنظره جديه .


نيرو : أجل أقبل بذلك .

الكاهن : بيتر أيها البشرى هل تقبل الزواج من الملك العظيم نيرواكودريومتا ملك كوكب كيو لتكون له زوج للأبد و ملك ثاني لهذا الكوكب و لتكونوا معا أسره ملكيه تحكم هذا الكوكب في المستقبل ، و لتطيعه و تحترمه و  تحبه و تسهر على راحته و تساعده ، و الأهم أنك ستبقى هنا إلى الأبد و لن تستطيع العوده إلى كوكبك إلا بأمر من زوجك .


رد بيتر سريعاً من دون أي تأخير أو تردد و بصوت يملئه الثقه و السعاده أيضاً و برأس مرتفع فخور بهذا .


بيتر : أجل أقبل بكل سعاده . 


نظر بيتر نحو نيرو و هو مبتسم و بعينين تملئهما الدموع من فرط السعاده التي يشعر بها و لكنه لم يبكى و لاحظ نيرو عينيه تلك فابتسم له و كان يريد أن يقوم بمعانقته و تقبيله و لكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك حتى تنتهى مراسم الزواج الرسميه . تقدم المساعد الذى يحمل الكأسين و مدهم نحو بيتر و نيرو .


الكاهن : الأن ستقومان بالشرب من هذان الكأسان بيديكما تلك التي بجانب بعضها البعض ثم سيقوم مساعدي هذا بلف هذا الشريط حول تلك اليدان و سأقوم أنا بعملي و بعد هذا ستختفى تلك الشرائط و ستقومان بتوقيع تلك الوثيقه بدمائكما . استعدا الآن .  


حدث الأمر تماماً مثلما قال هذا الكاهن حيث تقدم المساعد الذى بيديه الكأسان و سلمهما إلى بيتر و نيرو و قاما بشرب ذلك السائل الذى وجده بيتر غريباً فهو لزج جداً و يصدر فقاقيع و بخار خفيف مما أشعره بالتقزز و لكنه أبتلعه بأكمله رغم توتره و قلقه و عندما شربه و جد طعمه أغرب من شكله فلقد أحس بمذاق كثير من المشروبات التي تذوقها من قبل في كل رشفه . عندما أنتهى الأثنان سلما الكأسان مرة أخرى إلى المساعد الذي أعطاهما الكأسان ثم أتى المساعد الآخر الذي كان يحمل الشريط الصغير بين يديه و سلمه إلى الكاهن الذي أعاده إليه مرة أخرى بعد أن أتم عمله الخاص بالشريط و قام المساعد بلفه حول يديهما التي كانا ممسكان بها الكأسان و كانت يديهما ممسكه ببعضها البعض و مرتفعه للأعلى قليلاً ثم ابتعد و وقف جميع المساعدين بجانب الكاهن الذي بدأ بالتمتمه بكلمات غريبه بضعت ثواني حتى ارتفع صوته عالياً و هو يقول كلمات سريعه لا يفهمها بيتر لسرعته الكبيره في النطق و بدأت الأضواء تخفت و تضيء و ارتفعت أصوات الطيور و أصبح المكان و كأن هناك رياح قويه تضربه بقوه و لكن كان الجميع ثابت في مكانه و يتصرف بهدوء أما بيتر فكان ينظر حوله و فوقه بكل خوف و قلق و لكن نيرو ضغط على يده قليلاً مما جعل بيتر ينظر إليه فوجده مبتسما كي يطمئنه و حرك نيرو شفاهه من دون أن ينطق و لكن فهمه بيتر " أحبك " تلك الكلمه جعلت بيتر يبتسم و يشعر بالاطمئنان و قام هو أيضاً بالرد عليه بتحريك شفاهه فقط " و أنا أيضاً أحبك " و ظل الأثنان ينظران لبعضهما البعض . مرت بضعت دقائق حتى صمت الكاهن و عادت الإضاءة كما كانت و اختفت الشرائط حولهما ثم تقدم مساعد أخر و معه قطعه من الورق تشبه الوثيقه و أمسكها لهما فنظر بيتر نحو الوثيقه التي كانت مكتوبه بلغة أهل هذا الكوكب و لو لا أن نيرو قد القى عليه تعويذة سحريه لم يكن ليستطيع قراءتها . قراء بيتر بضعت كلمات فعلم بأنها وثيقة الزواج و رأي مكان توقيعهما فنظر في يد المساعد فلم يجد أي شيء ليوقع به على الوثيقه فتعجب بشده و نظر بجانبه فوجد نيرو يضع أصبعه على الوثيقة بضعت ثواني و بعد ذلك نزع أصبعه فظهرت بقعة دماء على الوثيقة في الموضع الذى لمسه نيرو و تحولت تلك البقعه إلى أسمه ثم أضاء ضوء ما عند قلب نيرو يشبه الدائره و بداخلها دائره أخرى ففزع بيتر و أمسك بيد نيرو و نظر إلى أصبعه فلم يجد أي جرح فتعجب بشده من ذلك .


بيتر (بصوت قلق و مرتجف) : نيرو ... هل أنت بخير !؟ ... أصبعك ... كان يوجد دماء ... لماذا لا يوجد أي جرح في أصبعك !؟ ... هذا غريب و لكن ...


أبعد نيرو يده التي يمسكها بيتر ثم أمسك بوجه بيتر بكلا يديه بكل لطف و حنان و قربه منه ثم ابتسم له بابتسامه لطيفه ليطمئنه .


نيرو : لا تقلق حبيبي فليس هناك أي شيء خطير يخص تلك الوثيقه التي تقوم بأخذ بضعت قطرات فقط من الدماء من خلال أصبعك من دون أن تجرحه أو أن تشعر بأي ألم ، ثق بي . و الضوء هذا دليل زواجنا فهو يشبه خاتم الزواج في كوكبك فالجميع سيراه و سيعلمون بأننا متزوجان من بعضنا البعض . و الآن أفعل كما فعلت أنا حتى يتم الزواج .


كان بيتر لا يزال قلقاً و لكنه كان يثق في نيرو ثقة كبيره تجعله يفعل أي شيء يقوله نيرو ، لذلك فلقد قرر أن يقوم بفعل ما فعله نيرو تماماً .


بيتر (بابتسامه) : حسناً سأفعل ذلك .


وضع بيتر أصبعه على الوثيقه بضعت ثواني و هو ينظر إليها ليرى ما سيحدث فهو لا يشعر بشيء البته و لكنه فجأة رأى بقعة دماء فأزال أصبعه و عينيه لا تزال تنظر إلى الوثيقه فوجد البقعه الحمراء بدأت تتحول إلى أسمه فنظر إلي أصبعه فلم يجد أي جرح ثم ظهر الضوء عند قلبه مثلما ظهر عند نيرو فتعجب و لكنه لم يتعجب بشده فكل ما رآه منذ أن قابل نيرو كان أعجب من هذا بكثير . أعطى المساعد الوثيقه للكاهن ثم وقف بجانبه مجدداً .


الكاهن (بابتسامه خفيفه) : الآن أنتما رسمياً زوجان . مبارك لكما . سأنصرف أنا و المساعدين الخاصين بي الآن و يمكنكما أن تقيما الحفل كما تريدان . أراك بخير دائماً سيدي . 

نيرو (بابتسامه) : شكراً جزيلاً لك أيها الكاهن الكبير .


الكاهن (أنحنى قليلاً) : عفواً سيدي .

-----------------------------

منتظره أرائكم و ملاحظتكم و توقعاتكم

و أتمنى الجزء يكون عجبكم