الأحد، 14 يونيو 2015

كيف أهرب من ذلك الرجل ؟ - الجزء الثالث عشر

%D8%A8%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%86-1

الجزء الثالث عشر




نظر حسام في وجه شريف فازدادت نبضات قلبه من نظرات شريف الحزينه و الجاده تلك و شعر باضطراب بداخله فأشاح بنظره بعيداً و حاول أن يبتعد عنه و لكن شريف كان ممسكاً بذراعه بقوه .


حسام (بانزعاج) : أترك ذراعي الآن .

شريف (بجديه) : لن أفعل ذلك قبل أن تجيبني بحق . أريد أن أعلم بمشاعرك تجاهي فأنت لم تقل لي بأنك تحبني حتى الآن . أنا أحياناً لا أعلم بما يوجد بداخلك حقاً رغم أنني أخدع نفسي بحبك لي و لكن هذا الحب لا أراه تماماً في تصرفاتك . حسام أن كنت تحبني حقاً فأنت لن تقوم بما قلته للتو .


حسام لم يرد أن يجيبه فكبريائه يمنعه من ذلك فهو يحبه بالتأكيد و لا يريد خسارته أو ابتعاده عنه و رغم أنه يتذكر ما شعر به عندما تركه فتره و ابتعد إلا أنه لم يستطع أن يظهر ما بداخله أو أن يخبره بمشاعره . نظر شريف بنظرات مطوله نحو حسام الذي كان يتحاشى النظر في عينيه ثم فجأة ترك ذراعه و نظر إليه بنظرة حزينه ثم بدأ بالابتعاد عنه .


شريف : يبدو بأنك لا تحبني حقاً . لقد كنت مخطئا عندما ظننت بأنك تحبني . لقد كنت أخدع نفسي حتى لا أصدم بالحقيقه . (بابتسامه حزينه) يبدو بأنني كنت أحلم حلماً جميلاً و الآن لقد استيقظت على كابوساً مزعجاً . يبدو بأنها النهايه .


تفاجأ حسام بشده من هذا الرد و نظر إليه و هو يبتعد عنه فلم يحتمل ذلك فأسرع بإمساك ذراعه بقوه و سحبه نحوه و نظر إليه بغضب .


حسام : ما تلك الترهات التي تتفوه بها !؟ كيف لا أحبك بحق اللعنه بعد ما حدث بيننا !؟ أتعتقد بأنني سأتركك تضاجعني و أنا لا أحبك !؟ أن لم أكم أحبك لكنت هشمت عظامك أن حاولت الاقتراب مني . أنت مزعج للغايه أيها الأحمق . دائما تتصرف هكذا ، تستاء و تذهب و تتركني رغم أنك تقول دائماً بأنك لن تتركني . يا لك من كاذب . لماذا تنتظر دائماً الكلمات لتخرج من فمي حتى تعلم بما يوجد بداخلي ، ألست أنت الحاج شريف الذكي الذى خدع كل من حوله حتى صدقوا بأنه الرجل الخيّر و الذي هو في الواقع أكبر تاجري المخدرات و الذي لم يستطع أي أحداً اكتشافه بعد سواي . ألا تعلم بأن كبريائي يمنعني من اخراج الحقيقه !؟ ألا تعلمني عندما أكذب !؟  بالطبع كل ما قلته هو نتيجه لغيظي الشديد مما قلته . فبالتأكيد أنا لا أريدك أن تعرف أحداً غيري ، و أن علمت بأنك تخونني سأفضحك أمام الجميع ، سأفضح أمر عملك ضد القانون و أمر علاقتك بالرجال و سأقوم باعتقالك بنفسي و في الحال أنت و العاهر الذى تخونني معه . غبى ، أحمق .


صدم شريف من تلك الكلمات التي خرجت من فم حسام فرغم أنه كان يخدعه بتلك الكلمات القاسيه التي حاول بها أن يجعله يعترف بحبه إلا أنه لم يتوقع أن يقولها هكذا صراحة . بالطبع شريف لم يكن ليتركه أو أن يغضب منه فهو يعلم بما يشعر به و يعلم بصعوبة تقبلها لكونه مثلي و لذلك فهو لا يغضب أو يستاء منه . شعر شريف بالسعاده الكبيره و لم يستطع النطق فلسانه قد لجم من فرط السعاده و لكن جسده تحرك وحده فلقد اقترب سريعاً منه و قام بسحبه ليرميه بين احضانه بقوه مما جعل حسام يتفاجأ من ذلك و اتسعت عيناه و عندما هدأ من الصدمه أراد أن يدفعه بعيداً عنه لأنه كان لا يزال غاضباً منه بسبب الكلمات التي تفوه بها و لكنه عندما أصبح بين أحضانه و شعر بدفئه لم يستطيع الابتعاد عنه فلقد استسلم تماماً لذلك الإحساس الجميل الدافئ .


شريف (بسعاده) : حتى و أن كنت أعلم بمدى حبك لي فأنا أحتاج إلى الاستماع إلى تلك الكلمات من فمك " أنا أحبك " جملة صغيرة جداً و لكنها بالنسبة لي كبيره للغايه بمعانيها لذلك أريدك أن تقولها لي و تقولها كثيراً حتى يطمئن قلبي .

حسام (بخجل و توتر) : لا أستطيع ... قولها بشكلٍ مباشر حتى استطيع قولها كثيراً ، فهذا سيكون شيئاً مستحيلاً بالنسبة لي . أريدك أن تعلم ذلك وحدك من دون احتياجي لقول تلك الكلمات .


أبتعد شريف عن أحضان حسام و أمسك بيده ذقن حسام و رفع وجهه ثم قرب فمه و قام بتقبيله قبلة خفيفه ثم ترك ذقنه و أمسك كتفا حسام و نظر في وجهه بابتسامه لطيفه .


شريف : حسناً ، أنا لن أطلب منك قول ذلك كثيراً و لكن يجب عليك قولها و لو مرة واحده بطريقة مباشره ، حبيبي أنا لا أطلب منك شيئاً كبيراً . (بترجي) أرجوك حاول من أجلي .


نظر حسام إلى الأسفل و بدأ يفكر قليلاً فشعر بأنه مقصر في حق شريف الذي يعامله بلطف دائماً و حب و اهتمام و يفضله عن نفسه في كثير من الأمور عكسه تماماً فهو أناني و لا يفكر سوى في نفسه و نظرات الأخرين له و مستقبله متجاهلاً مشاعر شريف تماماً . ضغط حسام على شفاهه و قبض على يده و هو لا يزال يفكر بعمق ثم فجأة رفع وجهه و نظر إلى شريف .


حسام (بارتباك و توتر) : سـ سأحاول قولها ... يوماً ما ... لذلك أرجوك احتملني قليلاً حتى أمتلك الشجاعه المناسبه لفعل ذلك .

شريف (بابتسامه) : بالطبع سأفعل .


أقترب شريف من حسام و قبل فمه و أنفه ثم عانقه مرة أخرى و بدأ يداعب شعر حسام بأطراف أصابعه بلطف و بطء مما أضرب ذلك القشعريره بجسد حسام بأكمله و جعله يشعر بالاسترخاء و السكينه و ذلك ما شعر به شريف مما جعله هذا يبتسم بسعاده كبيره فلقد علم بأن حسام يشعر بالراحه و السعاده بين أحضانه . ضغط شريف على حسام أكثر فشعر حسام بدفئه المريح فدفن رأسه في كتفه و ضغط هو أيضاً على جسد شريف . بعد بضعت دقائق انتبه حسام لما يحدث فارتبك و شعر بالتوتر و القلق و الخجل مما جعله يبتعد عن شريف بهدوء و من دون عنف فهو لا يريد أن يغضبه بعد أن صالحه و لكن شريف تعجب من ذلك .


شريف : لماذا ابتعدت الآن !؟ هل ضايقتك في شيئاً ما !؟

حسام (بتوتر) : لا لا ... أه ... أنا ... أنا ... لدي بعض الأمور التي يجب علي أن أهتم بها .

شريف : أمور ماذا !؟ (بابتسامه) يبدو بأنك لا زلت ترتبك مني ، لا تقلق لن أفعل لك أي شيء ، لقد قلت لك هذا من قبل ، لذلك لا داعي لكل هذا التوتر و القلق . 

حسام (في محاولة منه لإخفاء ارتباكه) : قلق ! قلق ماذا !؟ هههههه ، أنا فقط ... لدي بضعت قضايا هامه يجب علي الاهتمام بها . (ضرب بيده كتف شريف بخفه) هههههه ، أنت من يجب عليه ألا يتسرع في تقدير الأمور .

شريف (بهدوء) : حسناً ، كما تقول . إذاً سأتركك لكي تهتم بتلك القضايا الهامه بالنسبة لك و لن أشغلك عنها . سأذهب أنا الآن لأتحدث إلى مساعدي على الهاتف في أمور العمل ، و عندما تنتهى و أتمنى ألا تطيل ما تفعله سأكون قد قمت بإحضار طعام العشاء .

حسام (اتسعت عينيه قليلاً) : ماذا !؟ لا لا ، لا ترهق نفسك . أنا من سيقوم بإحضار طعام العشاء ، فأنت ضيفي .

شريف (ضحك بخفه) : أولاً أنا لست ضيفك ، أنا حبيبك و هذا فرقاً كبير حبيبي ، و ثانياً أنت من يجب ألا يرهق نفسه فأنت لا زالت لم تتعافى بشكلٍ تام ، أليس كذلك ؟ (بابتسامه خبيثه) أليست مؤخرتك تؤلمك و خصرك و جسدك بأكمله ؟

حسام (أحمر وجهه من الخجل و الغضب و الضيق) : أ ... أ ... أ ... أ ... أحمق . ما الذي تقوله !؟ أنا بخير تماماً .

شريف : هههههههه ، أعلم ، أعلم ، و لكنني لا زلت مصراً على تحضير طعام العشاء بنفسي .


لم يستطع حسام أن يعترض أكثر أمام أصرار شريف فهو يعلم جيداً بأن شريف عنيد للغايه مثله و أيضا يعلم بأنه يهتم به كثيراً و يخشى عليه من الإرهاق و بما أن حسام كان بالفعل يشعر بالألم و التعب لذلك قرر أن يترك أمر العشاء له .


حسام (تنهد) : حسناً . أفعل ما تريد . أنا سأعود إلى غرفتي الآن لأكمل ما كنت أقوم به .

شريف (بابتسامه سعيده) : شكراً لك ، و أعدك بأنني سأقوم بتحضير طعامًا لذيذاً و شهياً كما اعتدت دائماً على تحضيره ، ألا تتذكر ذلك ؟ ههههههه ، و الآن سأذهب إلى غرفة المعيشه .


--------------------

لم ينطق حسام بكلمه واحده فقط اكتفى بالنظر في وجهه قليلاً ثم التفت و توجه نحو غرفته حتى وصل إليها و دلف إلى الداخل و جلس على الكرسي أمام الحاسب و أمسك بضعت أوراق و هو يشعر بالسعاده لأنه لم يخسر شريف الذي دائماً يحتمله و يحتمل انانيته . عندما نظر إلى الحاسب و الأوراق لم يعلم بما يجب عليه القيام به الآن فهو ليس لديه أي قضاياه هامه أو أي أعمال تحتاج للإنجاز فلقد كانت مجرد كذبه كي يستطيع الابتعاد عنه قليلاً لأنه يعلم بأنه سيضعف أن ظلَّ بين أحضانه لفتره أطول من ذلك . حسام في ذلك الوقت كان مرتبكاً جداً و خائفاً أيضاً ، خائفاً منه و خائفاً من نفسه و خائفاً من ذلك الإحساس الذى شعر به و من تلك السعاده البالغه التي شعر بها عندما استمع لكلماته و هذا ما دفعه للكذب . لم يجد حسام أي شيء لكي يفعله حتى وقت العشاء سوى تكملة ما كان يفعله قبل أن يأتي إليه شريف و هو تصفح الشبكه العنكبوتيه إما شريف فلقد ذهب إلى غرفة المعيشه و أمسك بهاتفه و أتصل بمساعده أسماعيل لكي يخبره بأمور تتعلق بأعمال الشركات و المتجر فقط فهو بالتأكيد لن يتحدث إليه بأمور مخالفه للقانون في منزل حبيبه الشرطي و ليس ذلك فقط لأنه سراً و لكن لأنه أيضاً لا يريد أن يذكره بعمله المخالف للقانون فيتذكر حسام بأنهما أعداء . حتى الآن لم تكن المشاكل بينهما تتعلق بعملهما و ربما ذلك لأن شريف لا يهتم بذلك و حسام لا يحاول التفكير بذلك و يحاول خداع نفسه . مرت عدة ساعات أستمر الأثنان بالانشغال بما يقوما به حتى حان موعد العشاء و كان حسام مستغرقاً تماماً بمتابعة موقع إلكتروني أجنبي يتحدث عن أحدث أنواع أساليب الدفاع عن النفس و أساليب الهجوم و أيضاً به أحدث الأسلحه المرخصه و التي يمكن شرائها من أي دوله و لكن تلك الأسلحه كانت باهظة الثمن ، إما شريف فكان يهتم ببعض الأمور المتعلقه بشركته عن طريق الهاتف و لكنه انتبه إلى موعد العشاء من ساعة الهاتف لذلك انتفض ناهضاً من مجلسه و أغلق الهاتف و وضعه على الكرسي المبطن ثم توجه نحو المطبخ و قام بتحضير طعام العشاء و لم تمضي سوى عدة دقائق انتهى خلالها من تحضير طعام العشاء ثم توجه بالصحون إلى غرفة الطعام و وضعهم على طاولة الطعام ثم توجه نحو غرفة النوم و وقف أمام حسام مباشرة و بدأ بالنظر إليه فوجده مستغرقاً تماماً بما يوجد أمامه فابتسم و وضع يده أعلى شاشة الحاسوب و نظر إليه و لكن حسام لم ينتبه إليه حتى الآن .


شريف : ألا زلت مستغرقاً فيما تتصفحه !؟ أترك هذا الحاسب الآن فلقد قمت بتحضير طعام العشاء . هيا لنتناول الطعام معاً .

حسام (انتفض بقوه و نبض قلبه من المفاجأه) : شريف ! لم أنتبه لوقوفك أمامي بتاتاً و كأنك أتيت كالسحر . آه ، ماذا قلت الأن !؟

شريف (انفجر ضحكاً) : ههههههههه ، يبدو بأنك أيضاً لم تنتبه لما قلته الآن و لم تتذكر ما قلته لك من قبل .

حسام (بتعجب شديد) : ما قلته الآن و ما قلته من قبل !!؟ لم أفهم ما تعنيه !  

شريف (ضحك بخفه و هز رأسه يميناً و يساراً و مسح وجهه) : بالتأكيد كنت أعلم ذلك . لقد نسيت تماماً ما قلته لك سابقاً بألا تطيل ما تفعله . لقد استغرقت تماماً فيما تتابعه و لم تنتبه إلى الوقت (يتظاهر بالعبوس) و حتى لم تشعر بوجودي . حسناً سأقول ما قلته مجدداً ، لقد قلت لك الآن بأن طعام العشاء قد تم تحضيره و يجب علينا التوجه إلى غرفة الطعام كي نتناوله معاً .

حسام : آآآآآه ، حسناً . (ضحك بخفه) لقد ظننت بأن الأمر حقاً خطير . سأنهي سريعاً ما أفعله و أذهب لتناول الطعام ، لذلك اتركني الآن لأكمل ...

شريف (سريعاً و باندهاش) : ماذااا !؟ لا لا لا ، لا يمكنني تركك لتفعل ما تريده فأن تركتك فبالتأكيد ستسهر كثيراً حتى تشعر بالنعاس و لن تتناول العشاء ، و الأهم بأنني الآن جائع و لن أستطيع الانتظار أكثر و أريد تناول الطعام و بالطبع لن أتناول الطعام من دونك (بابتسامه) فالطعام لن يكون شهي البته . هيا ، حسام .


على الرغم من أن حسام كان يشعر بالانزعاج قليلاً لأنه أراد البقاء أكثر إلا أنه شعر بالسعاده أيضاً من كلمات شريف اللطيفه و ازدادت نبضات قلبه .


حسام (بتردد) : و لكن ....

شريف (بابتسامه) : من دون لكن . أنهض على الفور .

حسام : آآآآآآآه حسناً .


نهض حسام و توجه معه نحو طاولة الطعام و جلس الأثنان في مقابلة بعضهما البعض و بدأ الأثنان في تناول الطعام و الابتسامه على وجه شريف لا تفارقه .


شريف : إذاً ما رأيك ؟

حسام (بتعجب) : بماذا !؟

شريف (بابتسامه) : بالطعام بالطبع .

حسام : أممممم لسيس (لأن في فمه طعام : آه لذيذ)

شريف (بسعاده) : هههههه ، هذا جيد .


عندما انتهى الأثنان من تناول الطعام نهضا الأثنان معاً و توجه شريف و بيده الصحون إلى المطبخ ليقوم بغسلهم و لكن عندما رآه حسام ذهب خلفه سريعاً و أمسك بكتفه .


حسام (بتعجب) : ماذا ستفعل شريف !؟


التفت شريف خلفه و نظر إليه بتعجب فرأى النظره القلقه على وجه حسام .


شريف : هاه !؟ حسام ! أتيت خلفي !؟ لم انتبه . ماذا قلت !؟

حسام (باستياء) : لقد قلت ، ما الذي ستفعله !؟

شريف : آه ، سأقوم بغسل الصحون .

حسام (بتضايق) : ستقوم بغسل الصحون أيضاً بعد أن صنعت العشاء ! هذا كثيراً جداً عليك . أتركني أغسلهم أنا .

شريف (بابتسامه) : هذا مستحيل . أذهب أنت الآن و استريح و أنا سأنتهى سريعاً فلا تقلق .

حسام (بغضب) : لا . لقد قلت بأنني من سيغسلهم إذاً فأنا من سيغسلهم . حسم الأمر و لن تستطيع أن تجعلني أغير رأيي البته . لقد تركتك أنت لتقوم بتحضير طعام العشاء و لم أرفض حتى لا أكبر الأمر و لكن الآن لقد طفح الكيل من عِندك هذا .

شريف (بابتسامة تعجب) : أنا العنيد أم أنت . حقاً أنا من يجب عليه قول ذلك . أرجوك حسام لا تكن عنيداً هكذا ، فأنا لا أريدك أن ترهق نفسك فأنت لا زلت ...

حسام (بانزعاج) : أعلم ، أعلم ما الذي ستقوله ، و لكن يجب أن تعلم بأنني لست ضعيفاً كما تعتقد ، فأنا رجلاً قوياً و صلب ، لذلك أرجوك تصرف معي على هذا المنظور و لا تتصرف معي بضعف و لا تتصرف أيضاً بعناد .

شريف (تنهد) : يبدو بأنني سأخسر أمامك كما يحدث دائماً . حسناً . آخر قرار هو أن نغسلهم معاً . أعتقد بتلك الطريقه سنكون أسرع و أيضاً سنرتاح نحن الأثنان .

حسام (يفكر) : أمممم ، حسناً ، فكرتك جيده .

شريف (بابتسامه) : قلت لك (قبل وجنته) .


التفت شرف و أكمل طريقه نحو المطبخ بينما وقف حسام قليلاً و علامات الاندهاش على وجهه فلقد تفاجأ من تلك القبله مما جعله هذا يضع يده على وجنته و يبتسم قليلاً ثم سريعاً عاد وجهه إلى طبيعته و ذهب خلفه . بدأ الأثنان بغسل الصحون معاً و كان شريف يختلس النظر نحو حسام الواقف بجانبه و كان حسام منتبهاً له و لكنه لم يظهر انتباهه . كان شريف سعيداً للغايه مما يحدث فقد كان هذا ما يريده ، أن يفعلا كل شيئاً معاً دائماً كالأسرة الواحده ، لذلك بدأ شريف يغني فرحاً و هذا جعل حسام يتعجب بشده و ينظر إليه و هو يضحك فهو لم يعتقد بأن شريف من النوع الذي يغني و يدندن . عندما انتبه شريف إلى نظرات حسام و ابتسامته نظر هو إليه أيضاً و هو مبتسم و يغني أغنيه لأم كلثوم و هي " أغدا ألقاك " .



حسام (بابتسامه) : يبدو بأنك سعيداً للغايه .

شريف (بسعاده) : " يا لشوقي و احتراقي في انتظار الموعد " بالطبع أنا في أسعد أيام حياتي فهذا ما كنت أتمناه دائماً . أرجوك لا تبعدني عنك و أبقيني بجانبك دائماً هكذا و لا تجعلني " بعيداً عنك " فأنت " أمل حياتي " .

حسام (ضحك بخفه) : يبدو بأنك حقاً تحب أغاني أم كلثوم كثيراً .

شريف (بابتسامه) : بالطبع و من لا يحبها ، أنها " كوكب الشرق " (لقب أم كلثوم) .

حسام (بابتسامه) : لقد كنت أعتقد دائماً بأنني الوحيد الذي يحب أغانيها و يحبها .

شريف (بسعاده) : آآآه إذاً فأنت تحبها أيضاً . هذا رائع . تلك معلومه جديده أعلمها عنك . ذلك شيئاً مشترك بيننا . إذاً سأغنى لك قليلاً ، (بابتسامه خجوله) إذا كنت تتقبل صوتي ؟

حسام (بابتسامه) : بالطبع فصوتك جميلاً جداً فلا داعي للقلق ، أستمر بالغناء أرجوك فأنا أريد أن أستمع إليك أكثر .

شريف (بابتسامه متسعه) : حسناً " أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدٍ       يا لشوقي و احتراقي في انتظار الموعد 

آه كم أخشى غدي هذا و أرجوه اقترابا       كنت أستدنيه لكن هبته لما أهابا 

و أهلت فرحة القرب به حين استجابا       هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا 

مهجة حرة و قلباً مسه الشوق فذابا 

أغداً ألقاك

أنت يا جنة حبي و اشتياقي و جنوني       أنت يا قبلة روحي و انطلاقي و شجوني 

أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني       آه من فرحة أحلامي و من خوف ظنوني 

كم أناديك و في لحني حنين و دعاء       آه رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء 

أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح و جاء       أنا أحيا لغد آن بأحلام اللقاء 

فأت أو لا تأتي أو فأفعل بقلبي ما تشاء 

أغداً ألقاك "


أستمر شريف بالغناء و حسام يستمع إليه و هو يفهم جيداً من يقصده شريف بغنائه فاختلطت لديه عدت مشاعر ما بين السعادة و الخجل و الخوف من المستقبل و لكنه لم يريد أن يفكر كثيراً حتى لا تفسد تلك الحظه الجميله التي بينهما لذلك توقف حسام عن التفكير و استمر بالانصات إلى غنائه بينما كان الأثنان يقومان بغسل الصحون حتى انتهى الأثنان و توجها معاً إلى غرفة المعيشه حتى يشاهدا فيلماً على التلفاز و لم يكن حسام قلقاً من شريف فلقد نسى تماماً ما حدث بينهما . شريف لم يكن يريد اغضاب حسام أو افساد اللحظه الرومانسيه بينهما لذلك لم يحاول لمسه أو الاقتراب منه . عندما حان موعد النوم و بدأ يتثاءب حسام نهض و استئذن من شريف و توجه نحو غرفة النوم لكي ينام فهو لم يرد أن ينم متأخراً حتى يستطيع بالغد أن يذهب إلى عمله مبكراً و نشيطاً فيكفي غيابه اليوم . عندما نهض حسام نهض شريف و ذهب خلفه حتى وصل إلى غرفة النوم و دلف إلى الداخل فانتبه حسام له فارتبك و توتر و تعجب من ذلك و بدأ قلبه ينبض بقوه خوفاً .


حسام : مـ مـ ماذا !؟ لماذا أتيت خلفي و دلفت إلى الغرفه !؟

شريف : كي أنام ، أليست غرفة النوم مخصصه لذلك !؟

حسام (بتعجب) : أجل ، و لكن لماذا ستنام هنا !؟ ألم تعتاد على النوم على الأريكه في غرفة المعيشه !؟ أذهب إليها لكي تنام .

شريف (بابتسامه) : و هل الحبيبان يناما منفصلان ؟ بالطبع سننام معاً .

حسام (بارتجاف و قلق) : إيه !؟ ماذا !؟ لا لا لا لا ، لن أنم معك في سريراً واحد بتاتاً .

شريف (أنفجر ضحكاً) : ههههههه ، لا تخف هكذا . لقد أخبرتك من قبل بأنني لن أفعل لك اليوم أي شيء ، لذلك أطمئن فأنا لن أنقض عهدي ، (بابتسامه خبيثه) لكن يمكنك القلق من الغد فقط ، هههههههه .

حسام (بتعجب) : هاه !؟ لم أفهم ما تعنيه و لا أهتم و أيضاً لا زلت لا أصدقك .


أقترب شريف من حسام أكثر فانتفض حسام و حاول الابتعاد عنه و لكن شريف لم يترك له المجال لفعل ذلك فلقد قام بسحبه و رميه بين أحضانه و عانقه بقوه .


شريف (برقه و جديه) : لا تقلق فأنا لن أكذب عليك أبداً .


عندما أصبح حسام بين أحضان شريف و شعر بدفأ جسده نسى قلقه و خوفه و غرق في إحساس الدفأ الجميل الذي اعتاد عليه بين أحضان شريف و أحبه و عندما استمع لكلماته الرقيقه شعر بالاطمئنان و الأمان و هدأ قلبه و اختفت رجفته . ابتعد حسام عن أحضانه و نظر إليه و ابتسم .
  

حسام : حسناً ، أنا اصدقك . يمكنك النوم بجانبي ، (بحده) و لكن أن فعلت أي شيء تعلم ما الذي سأفعله بك .

شريف (ضحك بخفه) : أجل أعلم ، و لا تقلق فأنا لا أريد أن تكسر أضلاعي ، ههههه . (بسعاده) هذا رائع . سأستطيع مجدداً أن أرى وجهك الجميل بجانبي في الصباح و سأستطيع أن ألمسه بيدي .

حسام (أحمر خجلاً و بارتباك) : مـ ما الذى تقوله !؟ توقف عن التفوه بالترهات و اذهب للنوم فأنا أيضا أريد أن أنام . لا نريد أن نتأخر على أعمالنا في الصباح .

شريف (بابتسامه) : أنت محق .


صعد الأثنان على السرير ليناما بجانب بعضهما البعض فقد كانت مساحة السرير تكفيهما هما الأثنان معاً و بالطبع لم تكن تلك أول مره ينمان معاً فبالأمس ناما عليه .


حسام : عمت مساءً و نوماً هنيئاً .


قام شريف باحتضانه سريعاً و قام بتقبيل جبينه و لمس بيده وجنته و نظر إليه مبتسماً .


شريف : عمت مساءً حبيبي و أحلاماً سعيده . أحلم بي كثيراً .

حسام (بتوتر وقلق) : ما ... ما الذي تفعله !؟ (باستياء) أبتعد عني أيها الكاذب (يدفعه بقوه) .

شريف (يحاول أن يضمه إليه بقوه) : لا تقلق حبيبي فأنا على عهدي معك و لن أفعل لك أي شيء ، أنني فقط أريد النوم و أنت بين أحضاني ، فبتلك الطريقه سأنام سريعاً ، فقط من دفء جسدك .

حسام(بانزعاج) : و لكنني لا أريد ذلك . أبتعد (يدفعه) .

شريف (بنظرة ترجي) : أرجوك لا تدفعني بعيداً عنك . احتملني الآن أرجوك .


لم يستطع حسام دفعه بعد تلك الكلمات بالطبع و تلك النظرة التي في عينيه و التي اضعفته تماماً و أيضاً لأنه شعر بالاسترخاء بين أحضانه ، لذلك و من دون أن ينطق أو أن ينظر في عينيه توقف عن دفعه و تركه يحتضنه أكثر . فهم شريف على الفور بأن حسام قد وافق على ما أراده لذلك أصبح سعيداً جداً و قربه نحوه أكثر فأكثر حتى أصبح الأثنان ملتصقان تماماً و هذا ما زاد من خجل و توتر حسام . بعد بضعت دقائق غفى شريف فأحس به حسام و نظر إليه فوجده مستغرق في النوم فحاول الابتعاد عنه و لكنه لم يستطع فلقد كان شريف ممسكاً به بقوه لذلك لم يستطع دفعه أو الابتعاد عنه بقوه فلقد كان يخشى ايقاظه و لذلك استسلم حسام للأمر الواقع و حاول النوم . كان حسام يشعر بأنه لن يستطيع النوم هكذا بسبب توتره و قلقه و لكن لم تمضى سوى بضعت دقائق أخرى حتى غفى هو أيضاً فدفأ شريف كان كالمخدر المريح .

image

------------

منتظره أرائكم و ملاحظتكم و توقعاتكم

و أتمنى الجزء يكون عجبكم

هذا الجزء المعدل سيكون الأخير حتى انتهاء شهر رمضان

و بعد انتهائه سأعود إليكم بأجزاء جديده فأتمنى تعذروني

كل عام و أنتم جميعاً بخير و رمضان كريم و أتمنى أن يمر عليكم جميعاً بالخير و اليمن و البركات

image

هناك 3 تعليقات:

  1. كنت اود من كل قلبى ان ارسل لكى ولو تعليق واحد لكنى ليس لدى حساب على الفيس بوك ولا اعرف كيف افعله يا عسولة لكنى احبك من كل قلبى واتمنى ان يكون لدى حساب على الفيس بوك واول واحدة سارسل اليها تعليق هى انتى

    ردحذف
  2. انا احبك كثيرن جدن ياهاسا واتمنى ان تتوفقين فى حياتك ياعسولة انتى قصصك كلها جميلة وممتعة وانا نفسى تكملى ترجمتها فى اسرع وقت لان قصصك جدن مشوقة انا احبك جدن ياقمر وانا سعيدة لانك اظهرتى تعليقى وانا سعيدة لان اول تعليق ظهر لى كان لكى يا اجمل واحدة فى العالم كله انتى قصصك جدن مثيرة ومشوقة اتمنى ان ترسلين لى تعليق رد ارجوكى يا ملكة جمال العالم فى الاحساس انا نفس اللى ارسلت لكى التعليق الاول ارجوكى اقبليه

    ردحذف
  3. انا احبك كثيرن جدن ياهاسا واتمنى ان تتوفقين فى حياتك ياعسولة انتى قصصك كلها جميلة وممتعة وانا نفسى تكملى ترجمتها فى اسرع وقت لان قصصك جدن مشوقة انا احبك جدن ياقمر وانا سعيدة لانك اظهرتى تعليقى وانا سعيدة لان اول تعليق ظهر لى كان لكى يا اجمل واحدة فى العالم كله انتى قصصك جدن مثيرة ومشوقة اتمنى ان ترسلين لى تعليق رد ارجوكى يا ملكة جمال العالم فى الاحساس انا نفس اللى ارسلت لكى التعليق الاول ارجوكى اقبليه

    ردحذف