السبت، 6 يونيو 2015

قصة الوحش الذي غير حياتي – الجزء الرابع عشر

%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%89-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%89


الجزء الرابع عشر




كانت الأنثى جميله و صغيره و لونها بنفسجي فاتح و ذات أذان طويله و ذيلاً رفيع طويل و أنياب متوسطة الطول و كانت تبدو أطول قليلاً من نيرو و شعرهاً قصيراً نوعاً ما فهو يصل حتى رقبتها و هي ترفعه كذيل حصان . وقفت أمام بيتر و نظرت إليه بتمعن ثم اقتربت منه ليصبح وجههما شبه متلاصق مما فجع هذا بيتر و جعله يرجع قليلاً للخلف و عينيه متسعه قليلاً و قلبه ينبض بقوه خوفاً و يبتلع لعابه الجاف .




الفتاه : إذاً أنت خطيب نيرو ؟ أنت البشري الذي سمعت عنه ؟


بيتر : ....


الفتاه (لا زالت تنظر إليه بتمعن) : أممم ، أنتم أيها البشر مختلفون تماماً عما تخيلتكم فأنا لم أرى بشرياً من قبل سوى في الكتب .




أمسكت الفتاه بوجه بيتر بكلتا يديها و قامت بلفه يميناً و يساراً ثم نظرت إليه من أعلاه إلى أسفله .




الفتاه (عانقته بقوه) : كم تبدون رائعين أيها البشر أفضل حتى من الصور بكثير . آآآآه لقد أحببتك منذ الوهله الأولى . (قبلت وجنته ثم ابتعدت عنه قليلاً و هي لا زالت تمسك كتفيه) أنا سعيده جداً لأنك ستصبح زوج نيرو . (نظرت إليه) هذا رائع فأنت طويل كثيراً و لديك عضلات . آآآه ، كم أنت ظريف .


نظر بيتر إلى الفتاه و هو متفاجأ و متعجباً فهو لم يكن يعلم ما الذي يجري هنا أو من هي تلك الأنثى ! لذلك ظلَّ ناظراً نحوها من دون أن ينطق .




الفتاه (بتعجب) : لماذا تنظر إلي هكذا !؟ آآه صحيح أنت متعجباً من أمري فأنا لم أخبرك بهويتي ! أمممم حسناً ، أنا باديمريدلن أخت نيرو الصغيره . (بابتسامه) ههه بالطبع أعلم بأن أسمي صعب النطق أو الحفظ بالنسبة لك ، لذلك يمكنك أن تدعوني بـباديم ، (تقرص وجنتيه) آه ه ه كم أنت ظريف و لطيف لغايه .




شعر بيتر بالخجل من كلماتها و من تصرفاتها و شعر أيضا بالسعاده لأنها لم تكن مثل الأخرين الكارهين و المحتقرين له و شعر أيضاً بأنه سيصبح لديه صديقه في هذا المكان الغريب و لن يكون وحيداً بل و ستصبح أخته أيضاً فهي أخت من سيتزوجه و بالتأكيد هي الوحيده التي تبدو له بأنها توافق على زواجه من نيرو . ازدادت سعادة بيتر لأنه كان دائماً وحيداً و لم يكن لديه أي أشقاء أو شقيقات .




بيتر (بابتسامه خجوله) : شكراً لكِ أنسه باديم .


باديم : ههههههههه ، أنسه ! تدعوني بالأنسه و أنا سأصبح أختك ! فلتقل لي باديم فقط ... أتصدق بأنني لا أعلم ما هو أسم من سيتزوج أخي ، ههههه ! عندما وصل إلي الخبر لم يكن مكتملاً هههه فقط سمعت بأن أخي سيتزوج بـبشري و لم أنتظر لأعلم ما هو أسمه فلقد أسرعت لأرى ما هو شكل هذا البشري الذي لطالما تمنيت رؤية أحدهم . إذاً ما هو أسمك ؟


بيتر (بتوتر) : أ ... أدعى بيتر .


باديم (بسعاده كبيره) : حتى أسمك ظريف مثلك . (عانقته بقوه) أنت حقاً ظريف و لطيف . آه كم أحبك .




في أثناء ذلك كان نيرو قد عاد إلى قصره و قام باستدعاء صمبير فأتت إليه في الحال .




صمبير (انحنت سريعاً ثم نصبت ظهرها) : أجل سيدي .


نيرو : هل فعلتي ما أمرتك به ؟


صمبير : بالطبع سيدي لقد فعلت كل ما أمرت به ، و الآن سيدي بيتر في غرفة الطعام ، و أيضاً سيدي الطبيب طبكتؤلبلسيت ينتظرك في غرفة الاستقبال .


نيرو (بهدوء) : حسناً ، فلتأخذي الطبيب إلى غرفتي و أنا سأجلب بيتر إليه و انتظري مصمم الملابس عندما يأتي و استقبليه حتى نأتي إليه .


صمبير : حسناً ، في الحال سيدي .




ذهبت صمبير إلى الغرفه التي بها الطبيب و قامت بأخذه إلى غرفة نيرو بينما توجه نيرو نحو غرفة الطعام مباشرة و عندما أصبح قريباً من الغرفه رأى أخته تندفع إلى داخل الغرفه فاقترب أكثر و أصبح أمام الباب و رأى و سمع كل ما قالته فدلف إلى الغرفه بهدوء و هو رافعاً حاجبيه بتعجب .




نيرو : توقفي عن فعل ذلك فهو ليس لعبه أو كائن تجارب أو طفلاً صغيراً لكي تلعبي به .




تفاجأ الأثنان بصوت نيرو فنظر بيتر نحوه بتعجب و التفتت باديم و نظرت نحوه فتأكدت بأنه خلفها حقاً لذلك تركت بيتر و أسرعت بالركض نحو نيرو و هي مبتسمه و عانقته بقوه .




باديم : أخي . مرحباً بك . لقد اشتقت إليك كثيراً فأنا لم أرك منذ عدة أيام .


نيرو (عانقها بالمقابل) : ليس ذنبي بأنكِ كنتِ منشغله بأبحاثك مجدداً في مكانك السري لذلك لم تتفرغي و لو دقيقه لرؤية عائلتك .


باديم (ابتسمت بحرج) : ههه آسفه جداً فلقد كان هناك بضعت تقنيات جديده في السحر تم اختراعها و كان لابد لي من تجربتها و أضافت أشياء من عندي أيضاً .


نيرو (بابتسامه) : أنتِ دائماً مجتهده هكذا ، و لكن لا يجب أن تنفصلي عن حياتك كثيراً ، ههه حتى لا تغضب أمي .


باديم (ضحكت بخفه) : حسناً ، حسناً . (نظرت خلفها) حقاً لقد أخترت الزوج المثالي . هذا البشري يبدو ظريفاً للغايه . البشر هم ألطف كائنات في هذا الكون ، كم أحبهم كثيراً . يا ليتني في وضعك ههه .




نظر نيرو لها و هو عاقداً حاجبيه و قاطباً جبينه بتعجب و انزعاج طفيف مما أضحك ذلك باديم و جعلها تقبل وجنته فابتسم نيرو و قبل وجنتها و ابتعد عنها قليلاً .




نيرو: كم أنتِ مزعجه .


باديم : هيهيه و لكنك لا زالت تحبني ، ألست كذلك ؟


نيرو : ههههه ، أجل أيتها الساحره الكبيره .


باديم (ترفع رأسها بثقه و تعالي) : بالطبع فأنا أقوى ساحره في الكون بأكمله ، فليس هناك أي ساحره أو ساحر أقوى مني ... (نظرت نحوه و ابتسمت بخجل) بالطبع بعدك أنت فأنت أقوى ساحر ، بالطبع الأول بلا منازع .


نيرو (ضحك بخفه) : حسناً أيتها المخادعه . أتركينا الآن و اذهبي و جهزي نفسك أنتِ و أمي للحفل الليله .


باديم (اتسعت عينيها و بتعجب) : هل الحفل الليله !؟ (بابتسامه) كم أنت متعجل ! إذاً فأنت تحبه للغايه . أتمنى لك السعاده .


نيرو : شكراً لكِ أيتها المزعجه . (يدفعها) هيا اذهبي .


باديم (بابتسامه) : حسناً ، حسناً .




قامت باديم بتقبيل وجنتيه فرد نيرو القبلات ثم توجهت نحو بيتر و قبلت وجنته و غادرت متوجه نحو غرفتها لكي تجهز نفسها بينما نظر نيرو إليها و هي تغادر و هو يبتسم بتعجب من تصرفاتها على الرغم من أنه يعلمها جيداً ثم هز رأسه يميناً و يساراً و التفت لينظر إلى بيتر المبتسم الخجل فابتسم هو أيضاً و توجه نحوه و جلس بجانبه واضعاً يده على كتفه مقترباً منه مما زاد ذلك من خجل بيتر و جعله ينظر إلى الأسفل . أمسك نيرو بذقن بيتر و أخفض وجهه و رفع هو وجهه حتى يصل إليه و تتقابل وجهيهما ثم قام بتقبيل شفتيه قبلة خفيفه .




نيرو : هل لا زلت تشعر بالخجل مني حتى الآن ، أم أنك فقط تشعر بالحرج من أختي المزعجه ؟


بيتر (لا زال يشعر بالخجل) : أ ... أ ...


نيرو : أتشعر بالخجل بعد ما حدث بيننا !؟ (بابتسامه خبيثه) ألم تكن أنت من دعوتني إليك أول مره أم أنك قد نسيت ؟


بيتر (ازداد احمرار وجهه من الخجل الشديد) : مـ ... ما الذي تقوله الآن ؟ ألا تفكر سوى في ذلك دائماً !؟ أنا لم ... لم أفعل ذلك .


نيرو (بتعجب) : ماذا !؟ هل نسيت ما قلته لي من قبل !؟ " أرجوك أفعلها معي . أريد أن أرتاح من هذا الشعور الذي بداخلي . لا أريد الأغصان ، كل ما أفكر به هو أنت . أرجوك أفعلها معي مرة واحده ، أرجوك ..... "




نظر نيرو نحو بيتر بنظرات خبيثه فرأى وجهه أصبح أحمر اللون بشده و حتى أذنيه أصبحت حمراء فلقد كان في قمة خجله و حاول أن ينظر بعينيه بعيداً عنه كي يتجنب النظر في عينيه مباشرة .




نيرو (انفجر ضحكاً) : ههههههههههه ، كم أنت لطيف و ظريف هكذا . (أمسك وجهه بكلتا يديه) أحبك ، أحبك للغايه .


بيتر (بسعاده و خجل) : و أنا أيضاً أحبك .


نيرو (نظر إلى الطعام) : هل انتهيت من تناول الطعام ؟


بيتر : أ ... نوعاً ما .


نيرو : ممم ، يبدو بأنك لم تتناول الطعام جيداً . إذاً فلتكمل الآن طعامك .


بيتر (بابتسامه) : حسناً . (ينظر إليه) ألن تتناول الطعام معي !؟


نيرو : أنا لست جائعاً ، (بابتسامه) يمكنك أنت أن تتناول الطعام .


بيتر (بعبوس) : و لكنك لم تتناول أي شيء منذ أن أتيت إلي في الصباح . (بترجي) أرجوك تناول الطعام معي .


نيرو : و لكنني لست جائعاً ...


بيتر (بترجي قوي) : أرجوك .


نيرو (ابتسم بابتسامة الخاسر السعيد) : عندما تترجاني هكذا لا أستطيع الرفض بتاتاً (قبل وجنته سريعاً) . سأتناول الطعام معك .




ابتسم بيتر له و بدأ الأثنان بتناول الطعام معاً و لكن لم يستطيعا أنهاء كل الطعام رغم أصرار نيرو إلا أن بيتر شعر بالشبع و لم يستطع الأكل فوق احتماله . عندما انتهيا الأثنان أخذ نيرو بيتر من يده و سحبه متوجهاً نحو غرفتهما .




نيرو : لقد أتى الطبيب كي يفحصك و يتأكد من صحتك و يكتب لك الدواء المناسب و لكي تعلم فهو من سيتابعك من الآن فصاعداً .


بيتر (بقلق) : حسناً .


نيرو (بابتسامه) : لا تقلق هكذا حبيبي فكل شيء سيكون على ما يرام .


بيتر (رد الابتسامه) : أجل .


نيرو : و بعد أن ينتهي الطبيب من الفحص سنذهب إلى غرفة الاستقبال لنقابل من سيصمم ملابسنا حتى يقوم بأخذ مقاسك جيداً لكي يصنع لك الثوب المناسب . فأنا أريدك أن تحضر الحفل بملابس مناسبه ، (بابتسامة سعاده) فالليله حفل زفافنا .


بيتر (اتسعت عينيه بقوه من الصدمه و بتعجب) : الليله ! هكذا سريعاً ، (بقلق) لم أكن أتوقع أن يحدث هذا سريعاً .


نيرو (قطب جبينه) : هل غيرت رأيك الآن ؟


بيتر (سريعاً و من دون تردد و بجديه) : بالطبع لا . كيف تقول هذا !؟ (بقلق) و لكنني لم أتوقع أن يحدث هكذا سريعاً .


نيرو (نظر إليه) : هل أنت قلق !؟


بيتر (ابتلع لعابه) : سأكون كاذبا أن قلت لا ، فأنا لا أعلم ماذا سيحدث لنا بعد ذلك ! فهناك الكثيرون الذين هم يكرهوني و يحتقروني و بالتأكيد لن يقبلوني بتلك السهوله .


نيرو (سحبه نحوه و قام باحتضانه بقوه) : هل تقلق و أنا بجانبك !؟ (بجديه) لن يستطيع أي شخص أن يقوم بأذيتك أو بمضايقتك و أنا على قيد الحياه .


بيتر : أنا لا أخاف منهم أن يؤذوني فأنا أستطيع الدفاع عن نفسي جيداً و لكنني أخاف عليك أنت فقد تخسر أشياء كثيره بسببي و ... و أيضاً طفلنا قد يتأذى بسبب كونه طفل نصفه بشري . أشعر بأن هناك شيء سيء سيحدث .


نيرو (أنفجر ضحكاً) : هههههههههه ، لقد أضحكتني حقاً حبيبي . من هو المعتوه الذي يستطيع أن يفعل أي شيء مؤذي لي أو لأبني أو لك !؟ بالتأكيد أن حاول ذلك فهو يتمنى الانتحار . من سيحاول أن يفعل أي شيء لن يعيش بعدها لثانيه واحده . لا تقلق حبيبي فلن يحدث أي شيء سيء أبداً . أرجوك فقط ثق بي .




شعر بيتر بالثقه والأمان بين أحضان نيرو و قام بمعانقته هو أيضاً بالمقابل رغم أنه لا زال قلقاً قليلاً . مرت لحظات نسى الأثنان فيها كل شيء حتى تذكر نيرو الطبيب الذي ينتظرهما في الغرفه منذ بعض الوقت .




نيرو : آه ه ه ، لقد نسيت تماما طبكتؤلبليست . عندما أقوم باحتضانك أنسى كل شيء حولي و أنسى العالم بأكمله ، كم أتمنى أن أقوم باحتضانك هكذا للأبد ، (بهمس مثير) و لكن مجرد احتضانك لا يكفيني ، أريد أشياء أخرى ، هههههههههه .


بيتر (شعر بالخجل) : كم أنت شبق .


نيرو : ههههههههه ، عندما يتعلق الأمر بك أنت فقط . يجب أن نذهب الآن إلى غرفتنا فالطبيب ينتظرنا . سأكتفى الآن بقبله من شفتيك الرائعه (أشار بأصبعه على شفاه بيتر ثم شفاهه هو) .


نيرو (شعر بالخجل و السعاده) : حسناً .




انحنى بيتر قليلاً و قام بتقبيل نيرو قبلة خفيفه ثم ابتعد فابتسم نيرو بسعاده و قام بسحبه من يده و ذهبا إلى غرفتهما . عندما قام نيرو بفتح الباب كان الطبيب ينتظره و هو جالساً على كرسي و عندما رأى نيرو نهض و وقف على قدميه سريعاً و ابتسم إليه ثم انحنى و عاد لنصب ظهره . كان الطبيب يبدو كبيراً جداً في العمر فشعره أبيض كثيف و قصير يصل حتي أذنيه ، سمين قليلاً و قصير أيضاً و لكنه أطول قليلاً من نيرو ، لونه أصفر داكن و أذنيه و أنيابه و مخالبه قصيره و ذيله طويل و سميك و كثيف الشعر .




طبكت : سيدى نيرواكودريومتا لقد أتيت سريعاً عندما أتت صمبيرواديو لتطلب مجيئي لرؤيتك . (بقلق) هل هناك أي شيء يؤلمك ....




عندما كان يتحدث الطبيب دخل بيتر ببطء عندما سحبه نيرو فتفاجأ الطبيب طبكت بشده من رؤيته لبيتر فهو لم يرى بشريين من قبل سوى في الكتب فقط و لم يعتقد يوماً بأنه سيرى . ظلَّ طبكت ينظر إلى بيتر بتعجب شديد فانتبه إليه بيتر فأشاح بنظره بعيداً عنه و هو متضايق من نظراته و الذي على ما يبدو بالنسبة لبيتر بأنه مثل الأخرين .




نيرو : أريدك أن تفحصه الآن و تتأكد من صحته و صحة الطفل و أريدك أن تعطيه بعض المركبات القويه التي تقوم بتغذيته و تقويته و تقليل أعراض الحمل و الألآم التي يشعر بها و التي تجعله يحتمل هذا الحمل و الأهم بالنسبة لي هو أن تتابعه باستمرار حتى موعد الأنجاب . (نظر إلى بيتر بابتسامه) بيتر حبيبي ، أستلقي الآن على السرير حتى يستطيع الطبيب أن يفحصك .


بيتر (بقلق و توتر) : حـ ... حسناً .


طبكت (بتعجب) : أنا لا أفهم ما الذي يجري هنا ؟


نيرو : يبدو بأنك لم تعلم بعد بما حدث أو ما سيحدث . هذا البشري بيتر أحبه و سأتزوجه اليوم و هو أيضا يحمل طفلي أو طفلتي و أنت بالطبع من سيخبرنا بنوعه و أريدك أن تهتم به و ترعاه جيداً من الآن فصاعداً . هذا كل ما في الأمر . و الآن أفحصه .


طبكت (ينظر إلى نيرو بتعجب) : لم أكن أتوقع بأن يحدث كل هذا ، فأنا طبيب العائله منذ زمناً بعيد و أعرفك جيداً و لم أظن بأنك ستتزوج قط و لكن أن تحب و تتزوج و تنجب من بشري أقل منك منزله ! فهذا ما لم أكن لأتخيله قط طوال حياتي . بالطبع أنا لا زلت غير مصدق لما حدث و لكنني لا أستطيع الاعتراض فهذا أمر يخصك أنت وحدك ، و لكن يجب عليّ تحذيرك فأنت ستواجه متاعب كثيره بفعلك هذا . و الأهم هو أنني أرجو منك الانتباه و الحذر منه فهو لا زال بشرياً و قد يغدر بك في أي لحظه ، (بابتسامه) رغم ما قلته لك فأنا سعيد لأنني أراك تبدو سعيداً و انا لم أرك هكذا من قبل بتلك السعاده أو بذلك الاهتمام بأي شخص مهماً كان . أتمنى لك السعاده من كل قلبي . بالتأكيد سأفحصه الآن .




لم يجيب نيرو على الطبيب بأي كلمه رغم تضايقه من الكلمات الذي تفوه به فهو هام بالنسبة له و يراه أكثر من مجرد طبيب فهو يراه كوالده و أيضاً لقد قام بإنقاذ حياته من قبل . أستلقى بيتر على السرير و اقترب الطبيب منه و قام بفحصه بأن قام بوضع يديه على صدر بيتر و أغلق عينيه و تمتم بكلمات سريعه ثم رفع يديه في الهواء فوق جسد بيتر وحركهما على طول جسده لمدة دقائق . كان بيتر ينظر إليه و هو يشعر بالخوف والقلق و نبضات قلبه تتسارع حتى توقف الطبيب و فتح عينيه فجأة و نظر إليه مما سبب ذلك الفزع لبيتر و جعله ينتقض و ازدادت نبضات قلبه و تسارعت و لكنه هدأ بعض الشيء عندما ابتسم له طبكت . أنزل الطبيب يديه ثم التفت و نظر إلى نيرو الذي كان يبدو قلقاً كثيراً .




طبكت (بابتسامه) : يبدو بأنه يحمل طفلك الذكر بداخله منذ ثلاثة أشهر و الطفل بصحة جيده أما السيد بيتر فصحته ليست سيئه و لكنه يحتاج إلى غذاء جيد و بعض المقويات و الراحه . (لمح نظرة القلق على وجه نيرو) لا تقلق هكذا فحياته ليست في خطر أو أي شيء . (بابتسامه) ههههه ، يبدو بأنه يمتلك بنيه جسديه قويه منذ البدايه لذلك فقد أحتمل حمل طفلك القوى ، إذا كان جسده ضعيفاً لم يكن ليحتمل ذلك و كان قد مات على الفور .


نيرو (تنفس الصعداء و ابتسم) : هذا جيد . لقد أطمئن قلبي ، (نظر نحو بيتر) فلقد كنت قلقاً عليك بشده حبيبي . إذاً تستطيع الآن تجهيز نفسك للحفل الليله .


بيتر (بابتسامه) : أجل .


طبكت : إذاً سأذهب الآن و سأرسل لك المركبات المقويه و المخففه لأعراض الحمل . (بابتسامه) أتمنى لك زواجاً سعيداً .




ذهب الطبيب في لمح البصر فاتسعت عينا بيتر قليلاً و اعتدل في جلسته ثم هدأ قليلاً فلقد اعتاد على اختفاء و ظهور الأشخاص أمامه . نظر نيرو إلى بيتر بابتسامه واسعه و اقترب منه و قام بمعانقته بقوه .




نيرو : آه ه ه ه ، لقد كنت قلقاً للغايه عليك .


بيتر (عانقه بالمقابل) : يبدو بأن طفلنا يريد أن يأتي للوجود .


نيرو (بسعاده) : ههههه ، يبدو كذلك ، و لكن أهم شيء لدي هو أنت فصحتك و حياتك أنت أهم من الطفل . لقد كنت أشعر بالقلق الشديد عليك فأنت كرجل بشري صعب للغايه و خطراً عليك أن تحمل طفلاً من كوكبنا و بالأخص إذا كان هذا الطفل يحمل قوة رهيبه . جيد بأن حياتك ليست في خطر ، فأن شعرت للحظة واحده بأن حياتك في خطر كنت سأجعلك تنزل الطفل في الحال .


بيتر (تفاجأ و بسعاده بالغه يحاول أن يخفيها) : لا تقل ذلك فالطفل كان سبب زواجي بك و بقائي معك و اهتمامك الشديد بي .




ترك نيرو بيتر و كان يبدو على ملامحه الاستياء الشديد و قام بالابتعاد عنه و جلس على الكرسي المقابل له .




نيرو (بوجه عابس) : هل تعتقد بأنني سأتزوجك فقط لأنك تحمل طفلي بداخلك !؟ و أيضاً أنت ترى اهتمامي بك و خوفي عليك من أجل الطفل !؟ لقد خاب ظني بك بيتر . أهكذا تراني . ألا تعلم مدى حبى لك ؟


بيتر (بقلق) : هل أنت مستاء !؟ أنا ... أنا لم أقصد بأنك لا تحبني أو أنك لا تهتم سوى بالطفل . (نهض و اقترب من نيرو) لقد كنت أقصد ...


نيرو (لا زال يبدو عابساً) : حسناً ، حسناً ، لا تهتم .


بيتر (جلس على ركبتيه و أمسك بيد نيرو و نظر إليه مبتسماً) : أرجوك لا تستاء ، فأنا أعلم بمدى حبك لي ، أن لم تكن تحبني فلم تكن لتتزوجني أنا المختلف عنك و تقلب حياتك رأساً على عقب بسببي . (قبل يد نيرو و وضع وجنته على يد نيرو التي يمسكها و ظلَّ ناظراً إليه) و أنا أيضاً أحبك للغايه ، فأنت كل ما لدي .


نيرو (ابتسم) : أتعلم بأنني كنت مستاء منك للغايه و لم أكن أنوى مسامحتك بتلك السهوله و لكنك جعلتني أنسى كل شيء . (أمسك وجنته الأخرى بيده و سحبه نحوه) لقد سحرتني أيها الجني الساحر (قبل فمه و نظر في عينيه) . آآآآآآه لا أعلم كم سيتحمل قلبي هذا الحب الشديد الذى يزيد كل لحظه ، أشعر بأنه سينفجر من كثرة الخفقان . (بهمس) أن لم يكن لدينا احتفال الليله و زفاف فلم أكن لأدعك و شأنك البته ، كنت سأكلك الآن .




شعر بيتر بالخجل من كلمات نيرو و نظراته التي تتفحصه بالكامل و كأنها تفترسه لذلك ترك يده و حاول الابتعاد عنه فلاحظ نيرو ذلك فابتسم له و تركه وجهه و نهض و ابتعد عنه حتى يستطيع كبح جماحه و عندما رأى بيتر ذلك نهض هو أيضاً و وقف بعيداً قليلاً .




نيرو : سأذهب الآن حتى أرى ما إذا كان من سيصمم ملابسنا قد وصل أم لا . (يحدث نفسه) فأن بقيت بجانبك أكثر من ذلك فبالتأكيد لن أستطيع الاحتمال أكثر و سأقوم بمضاجعتك في الحال .


بيتر : حسناً . (يحدث نفسه) بالتأكيد انزعج من ابتعادي عنه . أنا آسف حبيبي فأنا لا زلت غير مصدق لما حدث بأكمله و لا زلت أشعر بالخجل و القلق و التوتر الارتباك عندما أنظر إليك . أرجوك سامحني . (بسعاده) لا زلت غير مصدق بأننا سنتزوج الليله . أشعر بأنني أحلم الآن و سأستيقظ على كابوس حقيقي . قلبي ليس مطمئناً البته و أشعر بأن هناك شيئاً ما سيحدث .

image

-----------------------------

منتظره أرائكم و ملاحظتكم و توقعاتكم

image

هناك تعليقان (2):