الأحد، 10 مايو 2015

كيف أهرب من ذلك الرجل ؟ - الجزء الثالث

%D8%A8%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%86-1

الجزء الثالث





خرج شريف ضاحكا من المنزل تاركا حسام مصدوما تماما و لا يستطيع تصديق ما حدث للتو ، بعد أن فاق من شروده و انتبه لما حدث وضع يده على فمه و عينيه تشعان غضب وضاما يده الأخرى و ناظرا نحو الباب الذي خرج منه شريف ، بعد ثواني معدوده أنزل يده من على فمه ليظهر غضبه على كامل وجهه و أسنانه التي يضغط عليها بقوه ، أراد حسام أن يضرب شريف حقا و لكنه خرج قبل أن يستطيع ذلك و الأن لا يعرف كيف يخرج غضبه ، حاول أن يهدأ من نفسه قليلا و لكنه لم يستطيع فلقد كان ثائرا جدا لذلك ذهب لكي ينام كي يرتاح من التفكير الذي يزيد من غضبه ، كان حسام يتقلب على سريره كثيرا و لا يستطيع النوم مهما فعل فتفكيره يقلقه بينما كان  شريف سعيدا للغايه و هو مستلقي على سريره الكبير و يضع يديه أسفل رأسه و يفكر بما حدث حتى الأن و قلبه الذي لا يتوقف عن النبض السريع عندما يكون أمامه أو قريبا منه أو حتى يفكر به ، باعد يده عن أسفل رأسه و قربها من قلبه النابض و هو مبتسما .


شريف : لقد امتلكته تماما حسام ، فأنه لا ينبض سوى لك أنت فقط ، أأأأأه و أنا سعيد بذلك .


أغلق شريف عينيه و غفى سريعا فلقد كان باله مرتاحا تماما بخلاف حسام .


------------------


استيقظ حسام في اليوم التالي و مزاجه سيئا للغايه لأنه بجانب ما حدث بالأمس فهو لم ينم جيدا و لكنه نهض و توجه نحو الحمام ليقوم بتحضير نفسه للعمل ، تجهز و نزل سريعا متوجها نحو عمله ليبدأ مهمته بالتخلص من شريف المزعج بكشفه للشرطه و الناس جميعا .

بدأ بالاستئذان بعض الوقت كل يوم لأنه لا يستطيع أن يأخذ عطله لكي يقوم بمراقبته و كان يراقبه عندما يخرج من عمله بشركاته و متجره فهو يعلم أوقات خروجه ، كان حسام كالعاده غير منتبه و متهور للغايه فهو كان يتبع شريف كثيرا حتى عندما كان يتقابل مع الأخرين و كان يشك بأحد الرجال الذي قابله شريف أكثر من مره بأنه أحد تاجري المخدرات الكبار و لم ينتبه إلى أنه كان يراقب من قبل أشخاصا ما فلقد انتبه رجال هذا الرجل لتتبعه رئيسهم و اعتقدوا أنه يراقبه هو فأخبروا سيدهم بالأمر فغضب بشده و قرر أن يعلم من هو هذا الشخص الفضولي فأمر رجاله بمراقبته جيدا و أن بالبحث خلفه لكي يعلموا كل شيء عنه ، شريف كان يرى مراقبة و تتبع حسام له و كان سعيدا بذلك و لكنه كان حذر حتى لا يكتشف حسام أي شيء أو أن يعلم أكثر مما يريده أن يعلم ، شريف لم يهتم برفض حسام له و رفضه هديته فبدأ بأرسال الهديه تلو الأخرى إليه و التي كان يرفضها حسام و يغضب بشده و لكن هذا لم يوقف شريف عن الأرسال بل لقد كان يذهب إلى منزله كثيرا كما فعل أول مره و حاول أن يلمسه و أن يقبله و كان يأخذ من حسام اللكمة تلو الأخرى و لكنه لم يستسلم تماما و لم يستطيع حسام أن يمنعه من مجيئه إلى منزله ، مر أسبوعان بهذا الشكل حتى أعتاد حسام أن يجد شريف في منزله دائما عندما يعود و رغم غضبه إلا أنه يأس تماما من قدرته على منع شريف من المجيء إلى منزله ، لم يستطيع حسام أن يكتشف أي شيء يمكن أن يعتبره ضد شريف رغم مراقبته له لمدة أسبوعان كاملان و لكنه قرر ألا يستسلم .

في يوما ما و بعد أن أنهى حسام عمله و عاد بسيارته إلى مسكنه ، ترجل من سيارته و اتجه نحو مدخل عمارته فرأى بضعت رجال ضخام و ملثمين و يتشحون بالسواد يقفون أمامه فتفاجأ بشده من ذلك و شعر بالخطر ، بدا في عينيهم الغضب و الشر و كانوا ضامين كفيهم جاهزين للقتال فثبت في مكانه و بدون خوف أو قلق جهز نفسه للقتال حتى و هو لا يعلم لما سيقاتل ، هجموا عليه و بدأوا يضربونه بكل قوتهم و هو يرد الضربات و يدافع عن نفسه و لكن كان عددهم أكبر من أن يستطيع أن يقاومهم وحده فقد كانوا خمسة رجال .


حسام (يحدث نفسه) : إذن شريف أخيرا قرر أن ينتقم مني أو أن يتخلص مني رغم أنني اعتقدت بأنه ليس ذلك النوع من الأشخاص و اعتقدت بأنه لن يفعل ذلك ، و لكنه لا زال مجرما و بالتأكيد سيفعل ذلك فأنا عدوه ، تماما كما اعتقدت لقد كان يحاول خداعي بذلك الكلام المعسول لكي يجعلني أخفض دفاعي فيستطيع القضاء علي ، لكنه لن ينول مراده أبدا ، فأنا لست ضعيفا و لن أجعله يهزمني بتلك السهوله .


في تلك الأثناء قام رجال أسماعيل بالاتصال به و أخباره برؤيتهم لرجال ملثمين يعتدون على حسام فهو أخبرهم من قبل بوجوب اتصالهم به إذا حدث أي شيء له ، أتصل أسماعيل بشريف على الفور .


أسماعيل : سيدي ، هناك أمرا هام يجب أن أخبرك به .

شريف (بضيق) : ماذا هناك ؟ ألم أخبرك من قبل بألا تتصل بي في هذا الوقت ؟

أسماعيل (بقلق و توتر) : أ ... أجل ، أعلم سيدي ... و لكن ... هناك أمرا هام .

شريف (بتعجب) : ما هو هذا الأمر الهام !؟

أسماعيل : رجالي قاموا بالاتصال بي ليخبروني بأن هناك رجال ملثمين يحاولون الاعتداء على الضابط حسام الأن .

شريف (اتسعت عينيه و نهض من مكانه و بفرغ) : ماذااا !؟ رجال ملثمين ! أين ؟

أسماعيل (تعجب من صوته) : بداخل مدخل عمارته .

شريف (قلق بشده) : و ماذا يفعل رجالك الأن ؟

أسماعيل (بتعجب) : و ماذا يجب أن يفعلوا !؟

شريف (بصوت مرتفع و غضب) : أتسألني !؟ أخبر رجالك على الفور بأن يذهبوا لحمايته في الحال .

أسماعيل (أرتجف خوفا من غضبه و أجاب على الفور) : أجل سيدى ، على الفور .

 
أتصل أسماعيل برجاله على الفور و أمرهم بحماية حسام رغم تعجبه من هذا الطلب و أرادة رئيسه بحماية هذا الضابط و لكنه لا يستطيع أن يعصي أوامر سيده ، ذهب الرجال على الفور نحو حسام لحمايته رغم عدم أرادتهم لفعل ذلك و قد أتوا تماما في الوقت المناسب فلقد وجدوا حسام يقاتل بكل قوته رغم كثرة عددهم و كاد أن يهزم فاندفعوا ليقاتلوا معه ، عندما رأى حسام ثلاثة رجال غير ملثمين يندفعون أعتقد أنهم مع الرجال الذين يقاتلونه فاستعد لقتالهم معا رغم أنه يعلم أنهم سيصبحون ثمانية رجال الأن و لن يستطيع قتالهم ، تفاجأ حسام بشده عدما رآهم يهبون لحمايته و يقومون بضرب الأخرين و اتسعت عينيه تماما و ثبت مكانه و لكنه فاق من ذهوله عندما حاول أحد الرجال الملثمين ضربه فبدأ في القتال ، في ذلك الوقت شريف كان ينزل على درج عمارة حسام مسرعا و مرتعبا و قلبه يخفق بشده خوفا على حبه الوحيد و يتمنى أن يصل إليه قبل أن يصيبه أي أذى ، وصل حسام إلى مكان وجود الرجال جميعا و هو يلهث و قلق و رأى رجاله يضربون رجال أخرين ملثمين و متشحين بالسواد و حسام واقعا على الأرض فاتسعت عينيه و هرول نحوه  ليلتقطه و يحاول حمله كي يبعده عن المكان ، من خلفه من جهته اليسرى أتى رجلا يحمل سكينا صغيرا و حاول طعنه في ظهره فانتبه له و التفت سريعا و هو ساندا حسام بيده اليمنى و رفع يده اليسرى فجاءت الطعنه في منتصف ذراعه فقام بلكمه بيده اليسرى و لم يهتم بألم ذراعه أو نزيفها ، قام شريف بحمل حسام على كتفه الأيمن فأحس به حسام و لكن لم يكن لديه الطاقه للتحرك أو فتح عينيه ، صعد شريف بحسام إلى مسكنه و دخل به إلى الداخل و توجه نحو غرفة نومه و قام بوضعه على السرير و سريعا أخرج شريف هاتفه من جيبه و قام بالاتصال بالطبيب كي يأتي ليطمئن على حسام و يعالجه و كان ظاهرا على صوته القلق و التوتر ، أغلق شريف هاتفه و اقترب ليطمئن على حسام الذي كان يبدوا أنه نائما و صوت تنفسه طبيعيا و ضربات قلبه أيضا طبيعيه ، لم يطمئن شريف بعد و كان لا يزال قلقا للغايه و كان يسير ذهابا و ايابا في الغرفه و هو غير مهتم بدمائه التي تسيل من ذراعه ، بعد قليل رن جرس الباب فأسرع شريف إليه و قام بفتحه ليجد الطبيب يقف أمامه و بدون أن يتحدث أو أن ينتظره ليقوم بتحيته قام بسحبه إلى داخل المسكن حتى أوصله إلى حسام .


شريف (بقلق) : أفحصه سريعا و طمئنني على حالته ، هيا سريعا .

الطبيب (نظر نحو شريف بتعجب) : أ ... أجل ، سأفعل .


كان الطبيب متعجبا جدا من قلق شريف فهو لم يراه هكذا من قبل و تعجب من ذلك الشخص المصاب و الذي يرتدي بزة شرطه و الذي من المفترض أنه عدوهم و من المفترض أنهم يقومون بقتله و ليس معالجته ، لم يكن يستطيع الطبيب التحدث عما يدور بخلده فهو لا يجرؤ على فعل ذلك بل كان يجب عليه أن يقوم بفحصه كما طلب منه و إلا شريف سيعاقبه و هو يعلم ما يستطيع فعله ، أخرج الطبيب أدواته و بدأ في فحص حسام و شريف قلق للغايه و يهز قدمه اليمنى بقوه حتى أنتهى الطبيب من فحصه و نظر نحوه فنبض قلب شريف بشده خوفا و قلقا .

 
الطبيب (مبتسما) : لماذا أنت قلق هكذا سيد شريف ؟ لا تقلق فليس هناك أي شيئا خطير فوضعه مطمئن جدا و حالته مستقره تماما ، أمامنا هنا أنسان قوي للغايه (يشير نحوه) فلم يكسر أي شيء به ، مجرد بعض الشروخ في ذراعه و قدمه اليمنى و تحتاجا للراحه و عدم تحريكهما كثيرا حتى تلتئم الجروح ، سأعطيه الدواء الأن و سأترك هنا بعض الأدويه التي يحتاجها طيلة الثلاثة أسابيع ، و أيضا يحتاج للتغذيه خلال تلك الفتره و الراحه و سيتعافى تماما بعد تلك المده .

 
شريف (لا زال قلقا) : ألا يحتاج إلى بعض التحاليل و الإشاعات و تلك الأمور حتى نتأكد ، يمكننا أن ننقله إلى عيادتك ؟

الطبيب : لا يحتاج و لا داعي لكل ذلك القلق ، (نظر نحو شريف فانتبه لذراعه التي تنزف) أرني ذراعك ، (بقلق) تبدو مصابا أنت أيضا .

شريف (رفع ذراعه و نظر إلى الإصابه) : أنها أصابه بسيطه لا تهتم .

الطبيب (بقلق) : و حتى و أن كانت أصابه بسيطه فلا زلت قلقا ، (أمسك ذراع شريف) دعني أهتم بذلك الجرح ، فتلك مهمتي الأساسيه فأنا طبيبك ، أهتم بنفسك قليلا .

 
ضمد جراحهما هما الأثنان و قام بإعطائه الدواء ثم استئذن و غادر .

عندما غادر الطبيب ذهب شريف و جلب أحدى الكراسي و وضعه بجانب سرير حسام و جلس عليه و هو ناظرا نحو حسام منتظره كي يفيق ، فتح حسام عينيه قليلا و نظر نحو شريف بتعجب فلقد كان مستيقظا كل تلك المده و سمع كل شيء ثم أغلقها مرة أخرى .


حسام (يحدث نفسه) : ما الذي حدث ؟ من أولئك الرجال الذين أعتدوا علي و من كانوا الرجال الأخرين الذين قاموا بإنقاذي ؟ و لماذا شريف يبدو قلقا علي ؟ هل أنقذني شريف حقا ؟ (عقله يرفض الفكره) لا لا ، لا أعتقد ذلك ، أنها مجرد خدعه كي يجعلني أقع في حبه ، لن أصدق خدعته أبدا .


فتح حسام عينيه تلك المره تماما فانتبه شريف لذلك فسعد كثيرا و اقترب منه .

 
شريف (مبتسم) : الشكر للإله ، هل أنت بخير ؟ أتشعر بأي ألم ؟

حسام (مستاء) : أنا بخير ، يمكنك المغادره الأن .

شريف (بتعجب) : ماذا !؟ المغادره ! لا أستطيع فعل ذلك قبل أن أطمئن عليك .

حسام (بغضب) : قلت لك أنني بخير ، يمكنك الاطمئنان ، أرجو أن تغادر فأنا لا أحتاجك .

شريف (ازداد تعجبه) : ماذا بك !؟ هل أنت غاضب مني ؟ هل فعلت لك أي شيء يغضبك ؟

حسام : أنا لا أعرف ماذا يحدث هنا .

شريف : لا تقلق أن رجالي يقومون باستجوابهم الأن لكي يعرفوا من دفعهم لفعل ذلك .

حسام (بسخريه) : رجالك يستجوبونهم ! هاه ! لا تمثل على الأن .

شريف (بتعجب) : ماذا تقصد ؟

حسام (بنظره غاضبه) : أنت تعلم جيدا ما الذي أقصده .

شريف (ازداد تعجبه) : صدقني أنني حقا لا أعلم ما الذى تقصده .

حسام (بسخريه) : هه ! لا تعلم ! إذن سأقول لك ما الذي أقصده ، لقد فهمت حيلتك الخبيثه لكي توقعني في حبك كما في تلك الأفلام الغبيه .

شريف (صدم و اتسعت عينيه) : أتقصد أنك تشك بي و تعتقد أنني أخدعك ؟ (بفزع) لا لا لا ، أنا لا أخدعك و لا يمكن أن أفعل ذلك صدقني أنا ...

حسام : لا تحاول أن تخدعني أكثر من ذلك ، فلن أقع في حيلتك بتاتا .


كان شريف مصدوم و قلقا و جسده يرتجف فاقترب من حسام و أمسك كتفيه و نظر في عينيه مباشرة .


شريف (بجديه) : لا لا لا ، لم أفعل ذلك و لن أفعل ذلك أبدا فأنا لا أستطيع أن أرسل أي أحدا ليقوم بضربك أو أن أعرضك للخطر و حتى و أن تعرضت حياتي للخطر ، فمنذ أن قابلتك كان يمكنني أن أقوم بأذيتك فأنت ضابط و أنا أعمل ضد القانون و كنت أستطيع أن أقضي عليك تماما بدون أن يعلم أي أحد بذلك و لكنني لم أفعل لأنني أحبك ، إذن لماذا سأفعل ذلك الأن ؟ ثم أنني جعلت رجالي يراقبونك كي يحمونك فقط .

 
حسام (توتر من تلك الكلمات و من نظراته القويه فأشاح بنظره بعيدا) : لا تخدعني ، كل ما تريده هو جسدي فقط ، و كل تلك الخدعه لكي تحصل عليه ، أنا ضعيف الأن و يمكنك أن تفعل بي ما تشاء .

شريف (بنظره غاضبه) : لا ، لن أفعل ذلك البته ، لا يمكنني أن ألمسك و أنت ضعيف و بلا حيله ، أيضا قلبك (وضع يده على قلب حسام) ما أريده أولا و ليس جسدك و أن أحصل عليه فهذا أقصى ما أتمناه .

حسام (نظر نحوه) : .......

شريف : لا أريدك أن تجيبني الأن فكل ما أهتم به الأن هو أن تنام حتى تستريح و تشفى سريعا و لا تقلق فأنا سأبقى بجوارك حتى أطمئن عليك ، (محاولا الابتسام) و لا تقلق فلن أفعل لك أي شيء .

حسام (لم يعرف بماذا يجيبه) :  ......

شريف : هيا الأن يجب أن تخلد للنوم .

image

----------------------

أتمنى الجزء يعجبكم

منتظره أرائكم و ملاحظتكم و توقعتكم

image

هناك تعليق واحد:

  1. الجزء حلو مثل سابقه تابعي حبيبتي و شكرا على مجهودك

    ردحذف