الجزء الثامن
جاك (بتوتر و قلق و خوف) : سأخبرك بكل شيء . بيتر أنت تحمل طفلاً بداخلك .
نزل الخبر على بيتر كالصاعقه الحارقه فلم يشعر بأي شيء حوله و شعر بأن الأرض تدور به و اتسعت عينيه و فغر فاه ، لاحظ جاك هذا الأمر و شعر بالخوف عليه و لكنه لم يستطع أن يصمت عند تلك المرحله فكان يجب عليه أن يخرج ما بجعبته بأكمله .
جاك (بحيره) : أعدت الفحص و التحليل مرات عديده و لكن للأسف النتيجه ذاتها . لديك بداخل بطنك بجزء من الأمعاء تقريباً رحم مثل المرأه و بها طفلاً يتكون و دمائك و لعابك يظهر تغير بعض الشيء في جسدك و هرموناتك و ليس معنى ذلك أنك ستصبح أمرأه بل أنك ستنجب فقط مثل المرأه و لكن من شرجك و أعتقد أن حلماتك ستصدر أيضاً لبن لتطعم الطفل . حقاً أنا لا أعلم كيف حدث هذا ! و كيف تكون ذلك الرحم بداخل أمعائك ! و لماذا تغير جسدك ! و ماذا سيحدث لك بعد ذلك ! و إذا كان ذلك الرحم سيبقى بعد أنجابك لذلك الطفل أم لا ! و إذا كان سيتكرر هذا الحمل أم لا ! و أيضاً هل هذا الطفل أبنه ! و هل هو الذي تسبب لجسدك بهذا التغير أم لا ! و لماذا فعل ذلك ! و هل كان يقصد هذا أم لا ! حقاً لا أفهم أي شيء و أشعر بأنني بداخل كابوس سيء فأنا أعرفك منذ الصغر و فحصتك مرات عديده و أعلم جيداً بأن جسدك لم يكن هكذا من قبل .
بيتر (تائهاً) : أ ... أه .
جاك (بقلق) : هل أنت بخير بيتر ؟
بيتر : و هل تعتقد أنني سأكون بخير بعد هذا الخبر ؟ أنا مصدوم تماماً .
جاك (بقلق) : لقد ترددت كثيراً في قول هذا و لكن هذا الأمر لا يمكن اخفائه و سيظهر بعد فتره بالتأكيد لذلك كان لابد لي من المصارحه حتى لا تجذع بعد فتره .
بيتر (حائراً) : أه ، لابد من ذلك .
جاك (بقلق و حيره) : بيتر ، ماذا تنوي أن تفعل ؟
بيتر (لا زال مصدوماً) : و ماذا تظن أنني سأفعل ؟
جاك (بحيره و حزن) : لا أعلم جيداً و لكن ... أعتقد أنك لابد أن تتخلص من هذا الكائن الغريب الذي يتكون بداخلك . يجب أن تنزل هذا الكائن قبل اكتمال تكونه .
انتفض بيتر و نظر نحو جاك بتعجب شديد متسعه عينيه بعض الشيء ثم عقد حاجبيه و قطب جبينه بضيق و انزعاج و نظر نحو جاك بحده طفيفه ثم وضع يده على بطنه و نزل ببصره لينظر على بطنه ثم عاد بنظره مجدداً نحو جاك المتعجب من نظرات بيتر تلك .
بيتر (بصوت مرتفع قليلاً و انزعاج) : أتريدني أن أجهض نفسى !؟ لا ، لن أفعل ذلك . هذا الطفل الذى بدأ بالتكون بداخلي هو طفله و جزء منه فلا أستطيع أن أقتله . حتى و أن كان ليس بشرياً و حتى و أن لم يعود والده فأنا أريد أن أحتفظ به بجزء من حبي الوحيد .
جاك (بغضب و حنق): هل جننت !؟ هل تريد أن تحتفظ بهذا الكائن أبن الوحش الذي عذبك و تركك بداخلك !؟ حقاً بيتر لقد أصابك العته فبيتر الذي أعرفه لم يكن ليقول ذلك .
بيتر (بارتباك و توتر) : جـ جاك ... أفهمني ...
جاك (باستياء) : أفهم ماذا !؟ حتى و أن كان ما بداخلك طفلاً بشرياً فأنت لست أمرأه أنت رجل أيها المجنون رجل ، أتسمعني ؟ رجل ، و الأهم من كل ذلك أن هذا الحمل قد يكون به خطراً عليك .
بيتر (بحزن و يأس) : حتى و أن كان ما تقوله صحيحاً فأنا لا زلت أريد الاحتفاظ به . (بتأثر شديد) أرجوك أفهمني جاك فهذا أبنه ، أبن حبي الأول و الوحيد . (أمسك يدا جاك و بتوسل و عينيه مليئه بالدموع و الحزن يملئ وجهه) أرجوك قف معي و لا تتركني وحيداً فأنت كل ما لدي ، أرجوك جاك أن لم تقف معي فلن أحتمل الحياه و لن أستطيع أن أجتاز هذا الأمر .
جاك (بارتباك و حيره) : لا أعلم ماذا أقول لك ! حقاً لا أعلم ! و لكن بالطبع سأقف معك و لن أتركك بتاتاً فأنت أيضاً كل ما لدي و لا أستطيع العيش من دونك . أن كنت تريد الاحتفاظ به فسأتابعك و سأساعدك و سأكون معك حتى و أن لم أكن أوافق على هذا و أتمنى أن تغير رأيك . (بنظره جاده) عليك أن تنتبه بيتر ، لا يجب أن يراك أحد و بطنك تكبر ، فأنا لا أريدك أن تكون فأر التجارب للمعامل الكبيره و لا أريد أن تحدث لك أي مشاكل أو مصاعب .
بيتر (بابتسامه واسعه) : شكراً جزيلاً لك جاك ، أنت حقاً الصديق الحقيقي بل أكثر من مجرد صديق . لا تقلق تماماً جاك فأنا أعلم بالطبع ما يجب القيام به ، عندما أشعر بأن بطني قد كبر و أنه يمكن ملاحظة هذا الأمر سأقوم بأخذ عطله لمدة سنه أو أكثر حتى أنجب و يكبر الطفل قليلاً و أن ولد بمظهر غير بشري تماماً فلن أجعل أحداً يلاحظه البته و حتى أن اضطررت أن أخذه لمكاناً نائي لا يوجد به أحد ، و بالنسبة للمال فأنا لدى مالاً في البنك يكفينا و يزيد و أستطيع أن أصرف منه و أكفي حاجتنا فلا تقلق من هذا الأمر البته .
جاك (بابتسامه) : أنت من يجب إلا يقلق بشأن المال فهو أمره هين و لن تحتاج أن تعمل حتى أن أردت فأنا أكسب الكثير و الكثير من عيادتي الخاصه و حتى أن أردت أن تذهب إلى مكاناً نائي كما قلت فأستطيع أن أعمل في أي قريه قريبه من هذا الكان و نستطيع أن نعيش جميعاً في أمان بعيداً عن البشر و يمكننا أن نربي الطفل من دون أي ازعاج .
بيتر (نظر نحوه بتعجب) : ماذا !؟ و لماذا ستفعل ذلك !؟ لا تحتاج أن تتعب نفسك معي بتلك الطريقه فأنا لدي المال و أستطيع ...
جاك (وضع يده على فم بيتر و ابتسم) : أنا لا أتعب نفسي و أنا أريد ذلك فلا تتعب نفسك أنت بالحديث فأنا لن أغير رأيي (أنزل يده) .
بيتر (بتعجب) : و لكن مستقبلك و حياتك ! ألن تتزوج و تحيا حياتك !؟
جاك : هههه و من قال لك بأنني كنت سأتزوج ؟ ثم أن حياتي ستكون سعيده هكذا و أن أردت الزواج سأتزوجك هههههه و الطفل موجوداً فلن نحتاج للانتظار هههههه .
بيتر : هههههههههه أه جاك لقد اضحكتني ، ليس هذا وقت المزح ، يجب أن تفكر بجديه قليلاً .
جاك (بجديه) : لن نحتاج للتفكير فقد حسم الأمر . الأن يجب أن ترتاح حتى تستعيد عافيتك سريعاً ، و لكن خذ الدواء ذلك و المقويات أولاً .
بيتر (بابتسامه) : حسناً . شكراً لك صديقي العزيز و الوحيد جاك ، دائماً ازعجك هكذا .
جاك (يعطيه الدواء) : قلت لك لا داعي للشكر . الأن يجب أن ترتاح . و أنا سأحضر لك الطعام و كل ما تحتاجه و سأغادر عائداً لعملي و سأزورك ليلاً لأطمئن عليك .
بيتر (بابتسامه) : حسناً ، و حقاً شكراً لك .
جاك : يكفي بيتر لقد شكرتني كثيراً .
بيتر : جميع كلمات الشكر و الامتنان لن تكفي ما فعلته و تفعله لي منذ أن عرفنا بعضنا في صغرنا .
ابتسم جاك و قام بتسطيح بيتر و تغطيته ثم انحنى و قبل جبينه و مسح على رأسه و هم بالخروج من الغرفه .
جاك : فلتنم الأن بيتر . أحلام سعيده .
أحضر جاك الطعام و الشراب و كل ما يحتاجه بيتر و وضعه بجانبه ثم تركه و غادر عائداً نحو عيادته بينما بقى بيتر مستلقياً على فراشه يفكر في كل ما حدث منذ أن قابل ذلك الوحش حتى الأن بعد أن اكتشف حمله لطفل هذا الوحش . لم يكن ما حدث سهل التصديق بل و كأنه حلم أو خيال جانح و حتى بيتر الذي عاش كل ما حدث لا يستطيع التصديق و يشعر بأنه لا زال يحلم و لكن الألم الذي في قلبه و جسده يدل على أن ما حدث حقيقه .
بيتر : أأأأأأأأأه لا أصدق كل ذلك ، أنا أحمل طفلاً بداخلي ! هذا شيئاً صعب التصديق و لكن كل ما حدث منذ أن قابلته يشبه أفلام الخيال لذلك فهذا الامر ليس غريباً جداً كما يبدو . يبدو أنني لن أستطيع نسيانه قط . أتصدق ذلك ... (بحزن) هههه سأنجب منه و لا أعلم ما أسمه . أتصدق ذلك أيها الوحش ! لقد حملت منك ، سأصبح والد طفلك و سيربطنا معاً . إلا تريد أن ترى طفلك ؟ إذا لم تكن تريد أن تراني فلتأتي كي ترى طفلك . ما الذي أقوله !؟ أجننت حتى أتحدث إلى نفسي هكذا !؟ يجب أن أنام حتى تعود عافيتي و أستطيع الذهاب إلى عملي و أنا بكامل صحتي . و منذ الأن لا يجب أن أرهق نفسي و يجب أن أتناول غذاء يكفي حتى لا أؤذيه (لمس بطنه من أسفل الغطاء) .
——————-
عاد بيتر لعمله و لم ينتبه أحد لتعبه فلقد اختفت ملامح الحزن من على وجهه و أصبح أكثر اشراقاً و بدأ بالاعتناء بنفسه أكثر و خلال أيام عاد مظهر بيتر كما كان سابقاً و هذا أسعد الفتيات كثيراً و طمئن من كان قلقاً و بالأخص جاك . لم تظهر علامات تغير كثيره بسبب حمله عليه سوى الأكل بشراهه في فترة الراحه و التي لاحظها الجميع من حوله و تعجبوا من هذا كثيراً و لكن لم يعر أحد الأمر أهميه فهم يعلمون بأنه يمارس رياضة كمال الأجسام و لذلك يحتاج إلى الطعام الكثير . مضى أسبوعين فبدأت أعراض الحمل من أعياء و رغبه في القيء و الجسد المتعب و الرغبه في تناول الطعام بشراهه تظهر عليه بقوه و بدأ جسده يمتلئ قليلاً و بالأخص بطنه لذلك بدأ يزيد من عمله و يكد فيه حتى يستطيع أن يأخذ العطله التي أراد أن يأخذها .
أنتهى بيتر من يوم عملاً مرهق و كان ينهي أخر عمل له و يغلق الحاسب حتى أتى إليه ستيفن و معه زميلان أخران و كانوا يبتسمون . لم ينتبه بيتر لمجيئهم فقد كان معطياً إياهم ظهره و لكن بعد أن نهض و هم بالمغادره رآهم يقفون خلفه مبتسمين فتعجب من ذلك و لكنه ابتسم لهم فاقترب ستيفن منه و وضع ذراعه حول كتفه و حاوطه و هو مبتسماً .
ستيفن (بابتسامه) : جيد أن نراك بخير و نراك قد عدت لمظهرك السابق .
بيتر (بتعجب) : مظهري السابق ! و هل كنت قد تغيرت إلى تلك الدرجة !؟
ستيفن (بابتسامه) : بالتأكيد فالجميع قد شعر بذبولك و ضعفك في الفتره السابقه و رغم أنك قد أصبحت لطيفاً إلا أن حالتك كانت صعبه للنظر إليها فلقد عاهدناك بيتر القوي رغم أن ههههه الرجال كانوا يغاروا منك بقوه لأن جميع الفتيات في مكتبنا كن معجبات بك بقوه . جيد أنك قد عدت بيتر القوي و لكن من دون أن تعود لتكبرك فلا زلت لطيفاً .
بيتر (منزعج و لكن يحاول الابتسام بلطف) : أه . أسف للغايه .
ستيفن (بابتسامه) : لا لا ، لا تتأسف بيتر فالجميع ليس منزعج منك بعد الأن و أكبر دليل أن أندي و بول يريدون أن يدعوك على العشاء .
بيتر (بتوتر) : أه لا ، لا داعي لذلك فأنا ...
أندي : لا تقل ذلك بيتر فنحن لم نخرج البته سوياً و نحن زملاء منذ سنوات .
بول : أجل و أيضاً سيكون شرفاً كبير لنا أن قبلت ذلك .
بيتر (بارتباك) : و لكن ...
أندي : لا تعتذر بيتر فبالتأكيد سيعجبك المكان الذي سنذهب إليه . ثم أن هناك فتيات جميلات هناك .
بول : أجل ، و بالتأكيد أجمل الفتيات ستجلسن معنا أن أتيت .
ستيفن : بالتأكيد ليس لديك حجه أخرى ، فالفتيات كثيرات و الشراب و الطعام أيضاً لذيذ و مجاني ، لا ترفض بيتر .
لم يستطيع بيتر أن ينطق مع أصرار الجميع و تحدثهم بلطف معه فازداد توتره و بدأ ف التفكير في عرضهم قليلاً و نظراتهم الراجيه إليه لم تجعله يستطيع الرفض .
بيتر (تنهد) : حسناً ، و لكن بدون فتيات .
أندي (اتسعت عينيه صدمة و بصوت مرتفع) : مااااااااذا !؟ بيتر يقول ذلك !؟ ماذا حدث للكون !؟
بول (بصدمه) : بالتأكيد أنت لست بوعيك ! بيتر الذي يعشق النساء و يعرف نساء كثيرات لا يريد أن يراهن الأن أو يخرج مع هن ! هذا شيئاً عجيب !
ستيفن (مصدوم) : لقد تغيرت كثيراً بيتر فالجميع كان يراك دائماً مع فتيات كثيرات و مختلفات . هل تخرج مع فتاه الأن ؟
بول (بحماس) : هل هي جميله ؟
أندي : منذ متى ؟
بيتر (بتوتر و ارتباك) : أ ... أ ... أنا ...
ستيفن : أهدأوا قليلاً فيبدو من مظهر بيتر أنه جاد . ههههه لقد أحببت بيتر فمظهرك مظهر العاشق . كنت أعلم أنك قد تغيرت و لكني لم أعلم بأنك تحب . جيد لك بيتر ، هذا جيد . و الأن ستخرج معنا و لن نأتي بفتيات . إذاً ما رأيك ؟
بيتر (بتوتر) : أ ... أ ... أجل .
—————————
خرج الجميع و توجهوا نحو الحانه القريبه من الشركه و طوال الطريق كان الجميع يتحدث إليه و يضحكون و هو كان يضحك معهم رغم أنه كان متعب و يريد النوم و لكنه لم يريد أن يظهر و كأنه منزعج . دخلوا و جلسوا على طاوله فارغه كبيره و طلبوا الطعام و الشراب و لأن بيتر كان جائعاً فبدأ في تناول الطعام على الفور و لكنه لم يتناول الشراب لأنه يعلم مدى خطورته على الجنين و لكن لكي لا يحرجهم وضع الكأس بجانبه و تظاهر بتناوله . بدأوا بالتحدث إليه و الضحك بصوتاً مرتفع و كان مندمج مع هذا الجو حتى قطع هذا نهوض ستيفن و ندائه لشخصاً ما بصوتاً مرتفع و هو يشير إليه مما جعل بيتر ينظر لا ارادياً نحو ذلك الشخص الذي يناديه ستيفن فانتفض جسده بقوه حتى أن الكرسي تحرك قليلاً و اتسعت عينيه و شعر بالصدمه القويه و بدأ قلبه بالنبض بقوه و ارتجف جسده و أراد أن يختفي الأن .
ستيفن : سام ، سام ، هنا ، هنا .
كان سام قد اتى إلى الحانه مع بعض الأشخاص و عندما رآه ستيفن صديقه منذ الجامعه الذي لم يراه منذ بعض الوقت قام بندائه فنظر نحوه و ابتسم له و عندما نظر لمن معه وقع عينيه على بيتر فخفق قلبه بقوه فلقد عرفه على الفور و شعر بالسعاده ، و لكن عندما التقت عينيهما أشاح بيتر بنظره بعيداً عنه و نظر نحو الصحن الذي أمامه و أسند ذراعه على الطاوله و حاول أن يضع كفه أمام وجهه حتى لا يراه و تظاهر بتناول الطعام . ابتسم سام ثم استئذن من الأشخاص الذي قد أتى معهم و توجه نحو طاولة ستيفن و بيتر فتوجه ستيفن نحوه و صافحه بقوه و عانقه ثم نهض بول و أندي و صافحوه و قام ستيفن بتعريفهم على بعضهم البعض .
ستيفن : هذا صديقي منذ الجامعه سام ، و هؤلاء زملائي في العمل ، بول .
بول : سعدت بلقائك .
سام : شكراً لك ، و أنا أيضاً سعدت بلقائك .
ستيفن : و هذا أندي .
أندي (يصافحه) : سعدت برؤيتك .
سام : شكراً لك ، و أنا أيضاً سعدت برؤيتك .
نظر سام نحو بيتر المرتبك و المتوتر و الذي كان يتمنى من كل قلبه أن يتوقف الوقت الأن حتى لا يتحدث إليه و يستطيع أن يهرب و لكن للأسف أقترب ستيفن منه و أشار إليه .
ستيفن (بابتسامه) : و هذا زميلنا بيتر .
سام (بابتسامه) : سعدت برؤيتك بيتر .
أنزل بيتر يده و ابتسم بزيف ثم نهض ليصافحه عندما رأى يد سام ممتدده إليه . صافح سام بيتر و الابتسامه اللطيفه لا تغادر وجهه بينما بيتر كان في قمة ارتباكه و ضيقه و انزعاجه و خوفه .
بيتر : و أنا أيضاً سعدت بلقائك .
جلس سام على الكرسي المواجه لبيتر و هو مبتسماً و نظر نحو بيتر الذي كان يهز قدمه بتوتر و قلق و يعض على ظفره فانتبه له سام فأشاح بوجهه و بدأ يتحدث إلى الأخرين . أستمر الجميع بالتحدث و الضحك و تناول الطعام و الشراب بينما كان بيتر متوتراً و قلقاً و لا يتحدث إليهم إلا عندما يتم توجيه الحديث إليه و كان يبتسم فقط عندما يبتسمون هم له أو ينظرون إليه .
بول : ههههه لم أظن قط بأنني سأرى من في حجم جسد بيتر هههه . لقد ظننت أنه الوحيد في العالم .
الجميع : ههههههههههه
أندي : إذاً لهذا السبب لم تكن تخشى بيتر أو تشعر بالقلق منه .
ستيفن : بالطبع ، فلقد رأيت مثل بيتر الكثير و ليس سام فقط و أعلم أنهم لطفاء للغايه و طيبون .
بول : و لكن إلا تظن بأن سام يشبه بيتر كثيراً ، و هنا لا أقصد وجهه و لكن جسده و عمله و حتى طريقته في الحديث .
أندى (تفاجأ) : صحيح . لم أنتبه إلا عندما قلت ذلك . و لكن يتبقى حب النساء ههههه أقصد في السابق فالأن بيتر لديه حبيبه حقيقيه .
انتفض بيتر من تلك الكلمه و نظر في وجه سام الذي كان مبتسماً و لكن عينيه لم تكن مبتسمه على الأطلاق فأشاح بوجهه سريعاً .
سام : أه ، هذا جيد .
بول : و لكن رغم ذلك يشبهون بعضهم البعض كثيراً ، أليس كذلك ستيفن ؟
ستيفن : بالتأكيد و هذا ما انتبهت إليه منذ البدايه . ألا تظن ذلك سام ؟
سام (ينظر نحو بيتر و بابتسامه) : أجل ، يبدو كذلك .
لم يحتمل بيتر هذا الجو القلق لذلك قرر أن يخفف عن نفسه قليلاً فنهض و استئذن منهم لكي يذهب إلى دورة المياه . غادر متوجهاً نحو دورة المياه و دلف إليها ثم وقف بجانب صنبور المياه و أمسك بطنه و هو ينظر نحو المرآه و قلبه ينبض بقوه .
بيتر (يحدث نفسه) : يا إلهي . أشعر أن قلبي سيقفز من مكانه . أه أنه ينبض بقوه . لماذا أقابله هو من بين كل الناس ، و في هذا المكان بالذات و يكون صديق زميلي ؟ أن علموا بحقيقتي لن أبقى في هذا المكان ثانيه واحده ، سأهرب بالتأكيد سأهرب . (ضرب وجهه بخفه بكلتا يديه) أهدأ بيتر ، لن يحدث أي شيء ، بالتأكيد لن يحدث أي شيء و هو لن يقول أي شيء فهو يتصرف و كأنه لا يعرفني . أجل بالتأكيد لن يخبر أي أحد . (بصوت منخفض و يأس) أظن ذلك .
سام : ما الذي تظنه ؟
انتفض بيتر و نظر خلفه سريعاً فتفاجأ و عاد للخلف بقوه فكاد أن يسقط فأسرع سام نحوه و أراد أن يمسكه و لكن بيتر دفعه بخفه بعيداً عنه و اعتدل بجسده و حاول أن يظهر الهدوء و هو يعدل قميصه . كان بيتر يتجنب النظر في عينيه و كان يحاول أن يهدأ من نفسه و يذهب الخوف من قلبه و التوتر الذي يشعر به .
سام (بقلق) : أسف لتسببي بفجعتك هكذا .
بيتر : لا لا ، لم أفجع أو أي شيء ، فقط ... تفاجأت .
نظر سام نحو بيتر مطولاً فشعر بيتر بالخجل و أشاح بوجهه بعيداً فاقترب سام منه قليلاً مما جعله يرتبك و يعود للخلف حتى كاد أن يصطدم بالمرآه فتوقف و لكن سام لم يتوقف حتى أصبح ملتصقاً به مما ازعج ذلك بيتر و أقلقه .
سام : لقد اشتقت إليك بيتر . لم أستطيع أن أخرجك من تفكيري البته خلال تلك الأيام . لقد بحثت عنك في كل الأماكن الممكنه و الغير ممكنه و لم أجدك . (رفع يده ليلمس وجهه) لقد اشتقت لرؤية وجهك و لمسه بيدي .
بيتر (أبعد يده و أشاح بوجهه بعيداً عنه) : أرجوك سام ، لا تفعل ذلك .
سام (بنظرة قلق تملئ وجهه) : أتخشى أن يكتشف أحد من زملائك أي شيء !؟ لا تقلق فأنا لن أخبر أحد ، أم أنك لا زلت لا تستطيع نسيانه و لا زلت تحبه ؟
وضع بيتر يده على بطنه و نظرة حزن تعلو محياه مما أزعج هذا سام فأمسك وجه بيتر بكلتا يديه و جعله يواجه وجهه ثم نظر إليه و هو عاقداً حاجبيه .
سام : فلتفق من ذلك الحلم الغبي . لقد تركك و لن يعود لأنه لا يحبك بيتر . فلتنساه و تعش حياتك و لا تكن رهينه للماضي . أنه لا يستحق حبك هذا ، أنه لا يستحقك بيتر . (بعينين تلمعان) أنا أحبـ ...
بيتر (دفعه بكل قوته و بغضب) : لا تتحدث و كأنك تفهم كل شيء أو ما أشعر به أو ما مررت به .
سام (تفاجأ) : و لكنني أشعر بالقلق عليك .
بيتر (بصراخ) : أصمت و أبتعد عني فأنا لا أحتاج لقلقك أو لحبك هذا .
سام (بصدمه) : بـ ... بيتر !
بيتر (بحزن و صوت منخفض) : أعلم تماماً كل ما قلته ، أعلم تماماً هذا ، و رغم ذلك لا أستطيع فعل أي شيء ، فلقد أمتلكه تماماً (يمسك بقميصه أمام قلبه) ، لذلك لا فائده من هذا الحديث و عليك أن تنساني حتى لا تتعذب مثلي .
سام (أمسك كتف بيتر و بحزن) : بيتر لا تقل ذلك فأنا ....
بيتر (صفع يده و بصوت مرتفع) : قلت لك لا فائده . ألا تفهم اللغة الإنجليزيه ؟ لا فائده .
دفع بيتر سام بعيداً و اندفع خارجاً من الحمام متوجهاً نحو باب الخروج من الحانه و سام يسرع خلفه منادياً عليه و لكنه لم يجيبه لذلك توقف حتى لا يغضب منه أكثر من ذلك . عاد متوجها نحو الطاوله و هو مطمئناً فهو الأن يستطيع أن يعلم كل شيء عنه من صديقه .
سام : لقد غادر بيتر .
الجميع : إيه !؟ ماذا !؟ لماذا !؟
سام : لقد قال أنه متعباً و يحتاج للراحه لذلك فقد غادر حتى يعود إلى منزله و ينام .
ستيفن : أه مسكين يبدو أنه لا زال متعباً ، لقد ظننت أنه قد تماثل للشفاء .
سام : ما الذي تعنيه !؟
أندي : لقد كان متعباً منذ فتره و يبدو أنه قد تحسن .
بول : أن رأيته في ذلك الوقت لكنت أشفقت عليه ، لقد كان ذبلاً للغايه و الارهاق كان يعلى محياه دائماً .
سام (بقلق) : أه إذاً هذا هو السبب . مسكين بيتر . ألا تعلمون ما هو أمره ؟
أندي : أعتقد حب قديم أنتهى هو ما سبب له ذلك .
بول : ههههه بيتر ذو العلاقات النسائيه الكثيره ! أنت تحلم .
أندي (رفع حاجبه) : إذاً ماذا ترى أنت أيها العبقري ؟
بول : من دون سخريه ، أعتقد أنه أمراً أخر .
ستيفن (بحيره) : لا أعلم إذا كان هذا هو السبب أم لا و لكن بيتر بالتأكيد واقعاً في الحب بقوه .
سام (بضيق) : أأأه . أيمكنك أن تخبرني أكثر عنه ؟ أعتقد أننا سنصبح أصدقاء .
ستيفن (بتعجب) : حسناً ، رغم أنني لا أعلم الكثير .
———————
عاد بيتر إلى منزله و عندما أغلق الباب بدأ بالسير و هو يترنح حتى وصل إلى سريره ثم سقط عليه ليجلس منحنياً واضعاً يديه فوق وجهه و امتلأت عينيه بالدموع ثم صرخ بقوه صرخة مكتومه كانت فيها كل مشاعره . أراد بيتر أن يبكي و يبكي حتى لا تتبقى في عينيه أي دموع و حتى تخرج كل مشاعره التي كبتها و الضيق الذي يشعر به و لكنه احس بالطفل بداخله فتذكر أنه لا يزال يحتفظ بجزء منه و أنه يجب أن يظل قوياً ، لذلك أنزل يده من على وجهه و ظهرت علامات الجديه و القوه على وجهه و نهض متوجهاً نحو خزانته ليقوم بتبديل ملابسه . عندما انتهى بيتر توجه نحو سريره ليستلقي عليه مغلقاً عينيه مستعداً للنوم محاولاً عدم التفكير بأي شيء يزعجه و لكن كان الأمر صعباً للغايه فكلمات سام لا زالت تتردد في أذنه .
بيتر (بحزن و صوت منخفض) : لماذا يجب أن تظهر الأن سام و تذكرني بعد أن بدأت بنسيان الألآم قليلاً و استعددت للحياه الجديده ؟ و لماذا يجب أن تقول ما أعلمه جيداً و أتمنى نسيانه أو خداع نفسي بعكسه ؟ أنا الغبي ، لم يكن يجب علي أن أذهب لتلك الحانه التي لم تجلب لي سوى المتاعب . أأأأه لا يجب أن أفكر بأي شيء و يجب أن أنام الأن .
بعد صراع مع الأفكار أستسلم عقل بيتر أخيراً للنوم فغفى بعد عذاب و لكنه و لأول مره منذ فترة طويله يحلم بالوحش البنفسجي و هو بجانبه و يلمس وجهه بيده و يبتسم إليه بابتسامه لم يراها من قبل ثم سحبه ليأخذه بين أحضانه الصغيره و يضغط عليه بقوه مما جعل ذلك بيتر يعانقه بقوه و هو يبكي بحرقة .
بيتر : لا تتركني ، لا تتركني أرجوك . أحبك ، أنا حقاً أحبك .
لم يجيب نيرو الذي في حلم بيتر عليه بل اكتفي بمعانقته بقوه و هو مبتسماً ليشعر بيتر بدفئه و يغرقه بدموعه و هو يرجوه إلا يتركه و يخبره بحبه حتى شعر به يمسح دموعه السائله و يلمس وجهه بلطف و يقبل جبينه فتعجب بيتر من ذلك فهو يعانقه فكيف سيفعل ذلك . كان الدفء الذي يشعر به على وجهه كان و كأنه حقيقي مما اربك ذلك بيتر و جعله يشعر بأن هناك من يلمسه بحق و ليس مجرد حلم و رغم أنه لم يكن يريد أن يستيقظ من هذا الحلم الجميل إلا أن هناك شيء كان يخبره بوجوب استيقاظه . استيقظ بيتر و فتح عينيه بصعوبه ليفاجئ بالواقف أمامه فاتسعت عينيه بقوه و بدأ جسده يرتجف و كان لا يصدق عينيه .
بيتر : يبدو أنني لا زلت أحلم .
———————
منتظره أرائكم و ملاحظتكم و توقعاتكم
بارت جميل شكرا ^،^
ردحذفسعيده أنه عجبك (≧∇≦)/ و العفو (*^▽^*)
حذفشكراً جزيلاً لكِ يا قمر ( ˘ ³˘)❤