الجزء الثامن
وصل حسام إلى عمله و عندما رآه زملائه المشتاقين له و القلقين عليه قاموا بتحيته و معانقته بقوه و قموا بالاطمئنان عليه و على صحته و بعد أن انتهوا ذهب الجميع إلى مكتبه و ذهب هو أيضاً إلى عمله . مرت عدة ساعات و هو مندمج تماماً بعمله حتى فاجأه رنين هاتفه ، فبالطبع قام حسام بشراء هاتفاً جديداً بديلاً عن هاتفه الذي قد كسر من قبل . أمسك حسام الهاتف بيده و نظر إلى رقم المتصل فوجد الرقم غريباً و غير مسجل لديه فتعجب و لكنه أجاب على الهاتف .
حسام : مرحبا . من معي ؟
شريف (بسعاده) : لقد اشتقت إليك كثيراً حبيبي .
حسام (تفاجأ بشده) : شريف ! (بصوت منخفض و هو يتلفت حوله) ما ... ما الذي تقوله أيها المعتوه !؟ لماذا تتصل بي هنا !؟
شريف : كما قلت لأنني اشتقت إليك حبيبي .
حسام (شعر بالخوف و الاستياء) : أصمت أيها الأحمق ، أتريد أن تفضحني ؟ أنا في العمل الأن أيها الغبي .
شريف (بصدمه) : و لكنني ....
حسام (باستياء) : أرجوك لا تتحدث أكثر و اغلق الهاتف .
شريف (بحزن) : حسام ، أنا ....
حسام (بغضب) : أنت حقاً عديم المسئوليه و لا ترعى الوقت أو المكان و لا تعلم ما الواجب عمله و ما الذي لا يجب عمله . أنا سأغلق الهاتف الأن .
أغلق حسام الهاتف و هو منزعج للغايه من فعلة شريف تلك و كان يستشيط غضباً و يرتجف خوفاً و يلتفت حوله يميناً و يساراً ، و لكن بعد أن هدأ شعر بأنه قد أخطئ في حقه و لابد له من الاعتذار و لكنه لا يستطيع الاتصال به الأن لأنه في العمل ، لذلك فقد قرر أن يعتذر له عندما يأتي إلى منزله الليله . أنهى حسام عمله متأخراً لأن أعماله السابقه كانت متراكمه و عاد إلى منزله و هو مرهق جداً .
—————-
فتح حسام باب منزله و دلف إلى الداخل فتفاجأ بالضوء مطفأ و بعدم وجد أحد بالمنزل فتعجب من ذلك فهو دائماً كان يجده منتظر عودته إلى منزله .
حسام (يحدث نفسه) : غريباً هذا الأمر ! رغم أنني قد عدت متأخراً عن موعد عودتي إلا أنه لم يعد بعد ! ربما لا زال يعمل و سيأتي بعد قليل لذلك سأحضر الطعام و أنتظره ، (بابتسامه) فتلك فرصتي لأطعمه أنا من يدي كنوع من الاختلاف عن المعتاد .
قام حسام بتحضير طعام العشاء و جلس ينتظره حتى مرت ساعه و لم يأتي و حسام كان جائعاً للغايه لذلك فقد أضطر لتناول الطعام وحده . و بعد أن انتهى من تناول الطعام و لم يأتي بعد قرر أن ينتظره بضعت ساعات أخرى و هو يشعر بالقلق الشديد فهذا أول يوم يتأخر عليه هكذا منذ أن اقتحم منزله ليكون ضيفاً دائم . كان حسام يشعر بأن شريف غاضباً منه بسبب ما فعله و لكنه كان يحاول عدم التفكير في هذا فهو يعلم بأنه المخطئ بسبب طريقة تحدثه إليه و لكنه يعلم أيضاً بأن شريف قد أخطئ بما فعله و تهوره ذلك . ظلَّ حسام منتظراً و هو يتمنى من كل قلبه بأن يأتي شريف حتى و إذا كان غاضباً منه و هو سيعتذر منه و يجعله يسامحه . مهما انتظر حسام لم يأتي شريف أو حتى يتصل به لذلك شعر بالحزن الشديد و الاستياء من نفسه و لم يعلم ما يجب عليه فعله الأن فهو لا يعلم إذا كان غضبه هذا سيطول أم لا و إذا كان سيرى شريف مجدداً أم أن كل شيء قد انتهى بينهما للأبد . بالطبع حسام كان يعلم كل شيء عن شريف مسكنه و عمله و أرقام هواتف عمله و منزله بل و يعلم أيضاً رقم هاتفه الخليوي فلقد اتصل به اليوم منه ، و لكنه لم يمتلك الجرأه لفعل ذلك فهو يعلم جيداً بأنه إذا رآه أو سمع صوته فسينهار تماماً و سيعترف له بحبه بل و قد يتركه يفعل به كل ما يريده فهو الأن ضعيفاً للغايه و إذا حدث أي شيء بينهما الأن فهو بالتأكيد يعلم بأنه لن يستطيع أن يوقفه مرة أخرى و لن يستطيع أن يوقف تلك العلاقه بتاتاً و كل ما فعله سابقاً سيذهب في مهب الريح ، لذلك قرر أن يهدأ الأن و يتركه هو أيضاً ليهدأ ثم بالغد يتصل به أو يتركه هو يقوم بالاتصال فهو لا يريد أن يبدأ هو بالحديث و سيترك شريف هو من يبدأ فهو يعتقد بأنه لن يستطيع أن يبتعد عنه كثيراً لأنه هو من أحبه أولاً أو هذا ما كان يتمناه . نهض حسام حاملاً الصحون ليقوم بغسلهم و عندما انتهى توجه نحو غرفته و قبل أن يدلف إلى الداخل نظر خلفه نحو غرفة المعيشه فقطب جبينه تأثر بمشاعره و شعر بالحزن الشديد و قبض على يده ثم التفت و سار نحوها حتى وصل إليها و وقف ينظر إلي داخل الغرفه فوجدها مرتبه و لا يظهر بها أي أثر لتواجد شخص بها من قبل أو حتى نوم أحد بها . بينما كان يلف بمقلته في أنحاء الغرفه توقف نظره على الأريكه التي كان ينام عليها شريف فضغط على شفاهه ثم التفت عائداً نحو غرفته سريعاً و دلف إليه و ألقى بنفسه على سريره و استلقى مغلقاً عينيه محاولاً النوم رغم صعوبة الأمر بالنسبة له .
———————
فتح حسام عينيه على صوت منبه هاتفه و نهض و هو متجهماً ثم أغلق المنبه و نهض متوجهاً نحو الحمام ليجهز نفسه و عندما خرج توجه نحو المطبخ و نظر نحوه قليلاً ثم أغلق عينيه و تنهد بقوه ثم فتحها و توجه نحو البراد ليخرج منه بعض الخبز و الجبن و أحضر كوباً من القهوه لتنشطه و أخذهم و وضعهم على الطاوله و بدأ بتناولهم سريعاً و عندما أنتهى أكمل تجهيز نفسه و خرج متوجهاً نحو عمله .
———————-
كان حسام جالساً على مكتبه ناظراً نحو هاتفه الذي كان يضعه أمامه و كان متوتراً و قلقاً و يهز قدمه اليمنى بقوه حتى انتفض بقوه ناظراً نحو الباب عندما سمع بضعت طرقات افقدته تركيزه .
حسام : تفضل بالدخول .
أبراهيم (دخل و أغلق الباب) : طاب صباحك أيها الوغد .
حسام : حتى في الصباح هكذا تسبني .
أبراهيم اقترب منه و هو ماداً يده نحوه فمد حسام يده أيضاً و صافحه و هو مبتسماً بتصنع عندما رأى ابتسامة أبراهيم . جلس أبراهيم على الكرسي المقابل له واضعاً ساقه فوق الأخرى مبتسماً بلطف .
أبراهيم : تلك الكلمه هي أقل كلمه أقولها لك . تغيب تلك الفتره بسبب مرضك و تذهب إلى والديك في المنصوره و تجلس هناك كل تلك المده و تحرم زملائك من الاطمئنان عليك و عندما تعود تقوم بتحيتنا ثم تعود إلى مكتبك و لا نراك مجدداً ! بعد كل هذا و لا يحق لي أن أقول لك أيها الوغد !؟ تلك أقل كلمه أقولها . لقد اعتقدت أنك ستعوضني و تدعوني إلى العشاء أو شيئاً كهذا .
حسام (بتعجب) : من كان المريض بيننا !؟ من الذي يجب عليه أن يدعو الأخر !؟ أنت حقاً الوغد هنا .
أبراهيم : هههههه حسناً ، حسناً . أنا من سيدعوك . سأفعل ذلك فقط لأنك كنت مريضاً و لكنك أنت من كان يجب أن يفعل ذلك حتى تصالحني .
حسام (رفع أحد حاجبيه) : شكراً لكرمك الشديد ، أيها العظيم المبجل ، و لكنني لا أريد تلك الدعوه ، فلتخرج وحدك .
أبراهيم (اتسعت عينيه) : إيه !؟ ماااااااذا !؟ أترفض طلبي أيضاً بعد أن تكرمت به رغم أنك لا تستحق !؟ لن أقبل رفضك و سآخذك رغماً عنك لنتناول العشاء الليله و أن رفضت سأقوم بتكبيلك بالاصفاد و أسحبك حتى المطعم . (بنظره خبيثه) لن تستطيع أن تفلت مني أيها القوي .
حسام (بانزعاج) : حقاً أبراهيم ليس لدي مزاج الليله للذهاب .
أبراهيم (بمزح) : ماذا به عظيمنا الهمام !؟
حسام (تنهد) : ليس لدي مزاج أيضاً للمزح . أرجوك أتركني الأن وحدي .
أبراهيم (أنزل ساقه من فوق الأخرى و بقلق) : ماذا هناك حسام !؟ لقد اقلقتني عليك . إذا كان هناك أمراً ما يقلقك فلتخبرني به ، ألست أنا صديقك ؟ أم أنك لا تراني كذلك ؟
حسام (يحاول الابتسام) : ليس هناك أي شيء . لا تقلق هكذا صديقي العزيز فأنا فقط أشعر بالملل لعدم وجود أي أعمال لأقوم بها .
أبراهيم (بتعجب) : لن تتغير البته حسام فأنت لا تفكر سوى بالعمل و تبحث دائماً عن المشكلات ، أنت تخيفني أحياناً عليك . (بنظره مدققه) أمتأكد من أن هذا هو السبب !؟
حسام (بابتسامه مزيفه) : بالطبع ، و ماذا سيكون غير ذلك ؟ (صمت قليلاً) أنا موافق على دعوتك تلك .
أبراهيم (بسعاده) : ماذاااا ؟
حسام (يتظاهر بعبوس) : لماذا كلمة " ماذا " ؟ أسحبت دعوتك سريعاً هكذا ؟
أبراهيم : ههههه بالطبع لا . ستكون دعوه فاخره ، و لا تقلق فأنا أحمل المال الكافي و تستطيع أن تطلب ما تشاء .
حسام (بابتسامه خبيثه) : جيد فأنا لا أريد أن تدعوني لمطعم صغير أو تطعمني الفطائر المحشوه او أصابع الدجاج أو بعض الشطائر .
أبراهيم : هههههه لا تقلق فلن يحدث ذلك . (نهض) و الأن أعذرني فلدي بعض الأعمال .
حسام (بابتسامه مزيفه) : حسناً ، إلى اللقاء .
أبراهيم (بابتسامه) : إلى اللقاء حسام .
غادر أبراهيم الغرفه فعاد التجهم على ملامح حسام و نظر مجدداً نحو هاتفه و لكنه لم يحتمل النظر كثيراً فجلبه بيده و أمسكه و نظر إليه برجاء .
حسام (بصوت منخفض) : لماذا لا ترن أيها الهاتف اللعين ؟ هل بك عطلاً ما (ينظر إليه من كل جوانبه) ؟ (يحدث نفسه) أم أنه قد قرر عدم الاتصال بي مجدداً و قطع علاقته بي ؟ ربما يكون مشغولاً لذلك لم يتصل و ربما يقوم بالاتصال عاجلاً أو أجلاً . علي أن أهدأ قليلاً و كل الأمور ستكون على ما يرام .
———————
كان حسام و أبراهيم يجلسان على طاوله صغيره في مطعم كبير و فخم و كان ملئ بالناس و كان هادئاً بعض الشيء و كان أمامهما الكثير من الأطعمه المتنوعه و لكن حسام لم يكن يتناول الكثير فليس لديه أي شهيه للطعام و لكنه لم يكن يريد أن يظهر ذلك أمام أبراهيم الذي كان يتحدث إليه و يضحك مما اضطره للإجابه و التظاهر بالضحك و محاولة الظهور بشكل طبيعي تماماً .
أبراهيم : هههههه تلك الطرفه جيده ، أليست كذلك ؟ أنا مضحك للغايه ، ألست كذلك ؟ هههههه .
حسام (يتظاهر بالضحك و الابتسام) : أجل ، أجل ، بالطبع . و أنا لن أقول بأنني سمعتها من قبل و أنها ليست مضحكه أو أنك ثقيل الظل أو ما يشبه فأنا رجل مهذب للغايه .
أبراهيم (يرفع أحد حاجبيه) : حسناً أيها الذكي ، فلتخبرني أنت بواحده جيده إذا كنت أنا ثقيل الظل .
حسام (يحاول الابتسام) : لا أتذكر الأن أي واحده للأسف هههه .
أبراهيم (بابتسامة انتصار) : هاها لقد انتصرت عليك اليوم . من منا خفيف الظل ، هيا أخبرني ؟
حسام : أجل ، أنت هو . إلا يمكنك فقط أن تصمت قليلاً . لا أطلب منك أن تصمت لمدة ساعه مثلاً فهذا شيئاً مستحيل و أنا أعلم ذلك ، و لكن فقط قليلاً و حتى أن كان لمدة خمسة دقائق .
أبراهيم (يتظاهر بالاستياء) : إذا لقد أصبحت ثرثار بعد أن كنت ثقيل الظل . يبدو أنك تراني بشكل جيد و قيمتي كبيره لديك . و نعمه الصديق حقاً .
حسام : ههههه أترى ؟ لقد تطورت كثيراً . لا تستاء كثيراً فأنا أمزح معك .
أبراهيم (بابتسامه) : أعلم ذلك بالتأكيد حسام ، و أنا لن أستاء منك البته .
ابتسم حسام إليه ثم عاد مجدداً لتناول الطعام هو و أبراهيم و هو يحاول اظهار ابتسامه لطيفه على وجهه . كان حسام يشاهد الناس حوله و هو يتناول الطعام فلقد كان يشعر بالضجر و الحزن و كان يبحث عن شيء يغير مزاجه السيء حتى رأى من بعيد شخصاً يرتدي بزه زرقاء داكنه معطياً إياه ظهره و حوله بضعت أشخاص و يبدو شخصاً هاماً فتوقف عن تناول الطعام و ظلًّ يحدق به و عينيه متسعه ثم نهض من دون أن يشعر و هو لا زال ينظر إليه .
حسام (يحدث نفسه) : شريف !
لاحظ أبراهيم وقوف حسام المفاجئ و تغيير ملامح وجهه فتعجب بشده من ذلك و نظر نحوه بقلق .
أبراهيم : ماذا هناك حسام ؟ لماذا نهضت هكذا !؟ و إلى ماذا تنظر !؟
لم يكن حسام منتبهاً لكلمات أبراهيم أو لما يدور حوله فما كان يهمه فقط هو من يقف بعيداً هناك . أراد حسام أن يهرول نحوه و يمسك بذراعه و يقوم بالاعتذار إليه حتى يسامحه و لكن قدميه لم يكن تملك القوه للتحرك فقد كان مصدوماً تماماً . كان حسام سعيداً للغايه فأخيراً شريف أمامه و يمكنه أن يتحدث إليه و لكن لم تكتمل سعادته فعندما التفت هذا الشخص و رأى حسام وجهه علم بأنه ليس شريف فأحبط بشده و أخفض رأسه و ارتمى على كرسيه بحزن و وضع ذراعيه على الطاوله و استمر بالنظر إلى صحنه . لاحظ أبراهيم ذلك فازداد قلقه عليه فمد يده و أمسك بيد حسام لينتفض حسام ناظراً نحوه فرأى القلق في عينيه فحاول أن يظهر الهدوء مرة أخرى .
أبراهيم : ماذا هناك !؟ ماذا حدث !؟
حسام : ليس هناك أي شيء . لا تقلق و تناول طعامك قبل أن يبرد .
أبراهيم (بتعجب) : حسام !
حسام : قلت لك ليس هناك أي شيء .
عاد حسام لتناول الطعام حتى يصمت أبراهيم و هذا ما فعله و بدأ هو أيضاً بتناول طعامه و هو لا يزال قلقاً عليه و متعجباً من تصرفاته تلك . لاحظ حسام ذلك فابتسم إليه و بدأ بالتحدث إليه حتى ينسيه ما حدث . أنتهى الأثنان من تناول الطعام و استئذن حسام بالعوده حتى لا يتأخر فخرجوا من المطعم و كلاً ذهب في طريقه بعد أن صافح الأثنان بعضهما البعض .
——————-
وصل حسام إلى منزله و دلف إليه مغلقاً الباب خلفه ليدخل إلى غرفة المعيشه و يجلس على الأريكه مطلقاً تنهيده قويه و طويله بعض الشيء بحزن و احباط . لمس حسام بيده الأريكه و بدأ يتحسس مكان جلوس شريف أخر مره ثم قرب يده التي لمست الأريكه لينظر إليها ثم قبض عليها و هو يشعر برغبه في ضرب نفسه بقوه ثم قام بوضع كلتا يديه على وجهه لمدة لحظات و أنزلهما مجدداً .
حسام (بصوت منخفض) : حقاً أنا أحبه ، مهما أنكرت ذلك فهذه هي الحقيقه ، و لكنني خسرته تماماً تلك المره و لن يعود مهما فعلت حتى و أن ذهبت إليه و رجوته ليسامحني . ما العمل الأن أيها العبقري !؟
——————-
مرت عدة أيام لم يسمع حسام أي كلمة من شريف فهو لم يتصل به أو حتى يرسل إليه أي رساله حتى ظن بأنه لم يراه من قبل أو أن تلك الأيام التي قضاها معه كانت حلم و لكنه يعلم بأنه حقيقي لأن الألم الذي يشعر به في قلبه حقيقي فلقد كان حزين للغايه حتى شعر بأنه يريد أن يصرخ أو يبكي . لم يكن يستطيع حسام أن يبتعد أكثر من ذلك عن شريف فلقد كان يريد أن يراه لذلك قرر بأنه هو من سيحدثه أولاً و لن ينتظره هو ليتصل به . كان رقم هاتف شريف موجوداً على هاتفه منذ أن أتصل به شريف و أغلق الهاتف في وجهه ، أجل ذلك اليوم الكئيب الذي كان بداية عذاب حسام الحقيقي و الذي تصرف بوقاحه معه كعادته و لكن شريف لم يحتمل فلقد كان الأمر كالقشه التي قسمت ظهر البعير . بحث حسام في هاتفه حتى وجد رقم استقبال غير مسجل و موعد الاتصال في نفس ذلك اليوم اللعين بالنسبة لحسام . بأيد مرتجفه ممسكه بالهاتف قام بالضغط على زر الاتصال و لم يهتم حتى بكونه لا زال في مكتبه . رن الهاتف بضعت ثواني كانت بالنسبة لحسام و كأنها عدة ساعات و كان يستمع في كل رنه إلى صوت خفقان قلبه معها و كان يبتلع لعابه الجاف و كان متوتراً و مرتبكاً للغايه . أجاب شريف أخيراً فازداد ارتجاف جسده و خفقان قلبه توتره و شعر بالسعاده أيضاً فأخيراً سيتمكن من سماع صوته بعد تلك المده .
شريف : مرحباً .
حسام : .....
شريف : مرحباً .
حسام : .....
شريف : ..... مرحباً .
لم يستطيع حسام الأجابه البته فلقد عقد لسانه تماماً في تلك اللحظه لذلك سريعاً أغلق الهاتف . كالعاده كان حسام جباناً للغايه فهو لم يمتلك الجرأه و الشجاعه لكي يتحدث إليه و يعتذر منه . ندم حسام مرة أخرى على ما فعله و قبض الهاتف بكل قوته و وضع يده على وجهه و أراد البكاء حقاً و لكن كبريائه منعه من فعل ذلك .
حسام : غبي ، أحمق ، وغد ، أبله . أنت لن تتغير البته أيها الأحمق الكبير . لقد خسرته تلك المره بالتأكيد ، فحتى أن كان هناك بعض الأمل في عودته إليك من قبل فالأن بسبب ما فعلته فلا تحلم برؤيته مجدداً فهو لن يتحدث إليك بعد أن اتصلت به و أغلقت هاتفك في وجهه للمرة الثانيه . فلتسعد الأن حسام فهذا ما كنت تريده منذ البدايه بأن يبتعد عنك و يتركك وحدك لكي لا يضيع مستقبلك و لكي لا تكون .... أمرأه ... هاها ، لقد حصلت على مرادك . لماذا لست سعيداً !؟ هاه !؟ لماذا !؟ لقد أحببته أيها الأحمق ، لقد أحببته من كل قلبك و لن تستطيع الابتعاد عنه أو احتمال عدم رؤيته أو سماع صوته مرة أخرى . الأن كل شيء أنتهى و لن ينفع الحديث عنه . كل شيء أنتهى .
------------
منتظره أرائكم و ملاحظتكم و توقعاتكم
و أتمنى الجزء يكون عجبكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق