الاثنين، 11 مايو 2015

لماذا هو ؟ - الجزء الرابع




الجزء الرابع






أتى صباح اليوم التالي فأستيقظ نواكي و سوتا و استعدوا للذهاب إلى مكان اللقاء الذى حددوه للنزال و هما في منتهى الحماس و التحدي فوصل سوتا أولا ثم تلاه نواكي .


نواكي : يبدو أنك أتيت مبكرا عن الموعد .

سوتا : يبدو أنني سأعتاد على المجيء أولا دائما ، هل أنت مستعد للتحدي ؟

نواكي : بالطبع مستعد ، و لكن لا تتذمر مرة أخرى عندما أهزمك .

سوتا (بغضب) : هذا مستحيل فأنا من سيهزمك اليوم .

نواكي : ههههههه أنت مغرور للغايه حتى مع قوتك التي لا تصل إلي قوتي .

سوتا (بغضب) : مااااذا ؟ سنرى من الأقوى .

نواكى (بسخريه) : سنرى .


أقترب سوتا من نواكي و حاول أن يلكمه في وجهه فقفز نواكي مبتعدا عنه ، و لكن سوتا لم يستسلم فحاول مرة أخرى فتصدى نواكي له وركل نواكي سوتا فسقط أرضا و نهض سريعا و هو يستشيط غضبا ، و بكل قوته أرسل لكمة إلي نواكي أتت في صدره و كانت اللكمه قويه جعلت نواكي يهتز و يعود إلى الخلف قليلا و أصبح هو أيضا غاضبا ، لذلك بكل قوه حاول أن يلكمه و لكن سوتا تصدى له و حاول أن يرد اللكمه فتصدى له نواكي أيضا ، و أرسل تلك المره عدة لكمات فحاول أن يتفاداها سوتا و لكنه لم يستطيع أن يتصدى لكل تلك اللكمات فأصابته لكمه في وجهه جعلته ينزف من فمه و يزداد غضبا و تحديا ، فأرسل له لكمه فقفز نواكي بعيدا متفاديا اللكمه و لكنه لم ينتبه للركله المرسله له التي جعلته يسقط أرضا ، و نهض مره أخرى ليرد له الركله و يتفادها سوتا ، و بدأوا في القتال بكل ما أوتوا من قوه بالركلات و اللكمات و أستمر ذلك التحدي لمدة ساعه كامله حتى هزم الأثنان ، سقط الأثنان أرضا من الإنهاك و التعب و الألآم ، و بعد عدت دقائق من التقاط الأنفاس نهضوا الأثنان خائران القوه ثم نظروا لبعضهم البعض و هم غاضبين .


نواكي : إذن فأنت أقوى مما ظننت و لم أستعد جيدا لمقاتلتك ، لكن تلك ليست النهايه فأنا لن أتركك تهزمني هكذا لابد من قتالك مره أخرى ، (بابتسامة التحدي) فتلك أول مره أقابل شخصا ما في قوتك .

سوتا : أه و أنا أيضا لن أتركك تهزمني مرة أخرى هكذا بدون أن أواجهك لأرد تلك الهزائم ، فبالتأكيد لابد من تحديد موعد أخر للمواجهه ، و بما أن موعد بدء موسم الدراسه الثاني أقترب فسنستطيع أن نتقابل عند مدارسنا و أنا الأن أعلم أين مدرستك ، سأذهب إليك كي نحدد موعدا أخر بعد أن نسترد قوتنا .

نواكى : حسنا ، سأنتظرك .


تصافح الأثنان و نظرا لبعضهما البعض نظرة تحدى ثم عاد كل منهما إلى منزله .


--------------------------


عندما عاد نواكي رأته والدته فصدمت مما رأت فقد كان مغطى بالكدمات و تلك كانت أول مره في حياته يكون هكذا ، اندفعت إليه لتتلمسه بقلق .


الأم (بقلق) : ما الذى حدث ؟ لماذا أنت مغطى هكذا بالكدمات ؟ أما زلت تتشاجر ؟ ألم أقل لك من قبل ألا تفعل تلك الحماقات مرة أخرى ؟

نواكي (بلا مبالاه) : حسنا ، حسنا ، أريد أن أرتاح الأن .

الأم (أمسكته من قميصه و نظرت إليه بغضب) : يا فتى أنا لا أحب أعادة كلماتي مرة أخرى ، عندما أقول شيء ما لشخصا ما أريده أن ينفذ ما أقوله له ، أتسمعني ؟

نواكي (شعر بالقلق والخوف) : أجل ، أجل ، سأفعل ما تأمريني به سيدتي .

الأم : حسنا ، سأجلب أدوات الإسعافات الأوليه لأعالج تلك الجراح .


ذهبت الأم لتحضر الأدوات إما نواكي فجلس على الأريكه يتحسس الكدمات التي على وجهه بتألم و هو يفكر فيما سيفعله كي يهزم سوتا فهو بالتأكيد لا ينوى أن يستمع إلى أوامر والدته البته رغم أنه يخشى اكتشافها لكذبه ، و لكنه سيأخذ حذره كي لا تكتشف أمره ، أتت الأم و اعتنت بكدماته و عندما انتهت من معالجة جراحه تركها و ذهب إلى غرفته و هو يفكر في سوتا و قوته التي لم يتوقعها و ما سيفعله بعد أن يشفى .

و في ذلك الوقت كان سوتا قد عاد أيضا إلى منزله فرأته الخادمه فأسرعت إليه كي تعالج جراحه و لكنه دفعها بعيدا و هو متجهم الوجه و دخل إلى غرفته ، جلس على كرسيه و بدأ بالتفكير أيضا فيما سيفعله كي يهزم نواكي مما جعله لا يشعر بأي ألم تماما ، كان حماسه الشديد يجعله لا يفكر في أي شيء سوى في هذا الفتى فهو الوحيد الذى يماثله في قوته .


-------------------


انتهت الأجازه القصيره وعادوا جميعا إلى المدرسه و الجامعه و كان سوتا و نواكي غير سعداء بانتهاء الأجازه فهم يكرهون الدراسه و لولا أصدقائهما و قتالهما مع الأخرين لم يكونا ليذهبا إلى المدرسه قط ، و لكن تلك المرة كانا متحمسان للمواجهه القادمه .

إما هياتا فكان سعيد لأنه سيستطيع أن يقابل كازو مرة أخرى بعد عدة أيام و أيضا سيكونا معا طيلة اليوم و ليس مجرد لقاء قصير و هذا كان بالنسبة له حماسي للغايه .

و لكن كازو كان قلقا للغايه من مقابلة هياتا و وجوده معه في نفس الغرفه فمشاعره ازدادت قوه تجاه هياتا و بطريقه لم يكن يتوقعها و يشعر بالقلق من عدم قدرته على التحكم بنفسه فقد يخسر بذلك أعز و أقرب و أغلى أنسان لديه .


------------------


وصل هياتا إلى السكن باكرا و معه حقيبته و كان متوجها إلى الغرفه و هو متحمسا للغايه لأنه سيقابل كازو ، و هو يسير في الرواق قابل رييو فأبتسم له فأسرع رييو إليه و عانقه فبادله هياتا المعانقه ثم صافحه .


رييو (بسعاده) : هياتا ، لقد اشتقت إليك كثيرا يا رجل .

هياتا : و أنا أيضا اشتقت إليك و إلى ثرثرتك .

رييو : ههههههههه و أنا لن أخذلك أبدا ، كيف حالك ؟ كيف قضيت أجازتك ؟ ماذا فعلت بها ؟ هل استمتعت بالإجازه ؟ هل قابلت صديقك المقرب كازو ؟ كيف أنتما ؟ ...

هياتا : أه أه أه ، هذا يكفى هههههههههه ، صحيح أنني قلت أنني اشتقت إلى ثرثرتك و لكن ليس الأن و بتلك الطريقه .

رييو : أنت من طلب ذلك ، هههههههه حسنا سأتركك الأن ، فأنت بالتأكيد لا تريد أن تقابلني أنا ، بالتأكيد تريد أن تقابل صديقك العزيز كازو أو لنقل (بابتسامه خبيثه) أكثر من مجرد صديق .

هياتا (بتعجب) : هاه !؟ ماذا !؟ ماذا تقصد !؟

رييو (بابتسامه خبيثه) : ههههههه لا شيء ، أنسى الأمر .

هياتا (يتعجب) : أنت تتحدث بألغاز اليوم ، و هذا ليس من عادتك .

رييو : لكل شيء بدايه ، فلتذهب الأن إلى غرفتك فبالتأكيد كازو ينتظرك بفارغ الصبر ، و لا أريدك أن تتأخر عليه ، هيا أذهب .

هياتا (بتعجب) : حسنا .


عاد رييو إلى غرفته و توجه هياتا إلى غرفته أيضا .


------------------------


قام رييو بالدخول إلى غرفته و هو مبتسم ابتسامه بلهاء مما جعل سوسومو الجالس على الكرسي يقرأ كتابا هاما يرفع بصره لينظر إليه بتعجب ثم عاد بنظره مجددا لقراءة الكتاب ، إما رييو فذهب إلى الكرسي المقابل لسوسومو و جلس عليه ثم وضع يده على فمه و أخذ يضحك بنفس الطريقة البلهاء مما زاد الفضول بداخل سوسومو لمعرفة سبب تصرف رييو ذاك ، قام سوسومو برفع النظاره التي يرتديها قليلا و عينيه لا زالت مرتكزه على الكتاب التي يقرأها .


سوسومو : لماذا تتضحك بتلك الطريقه البلهاء ؟

رييو : هيهيهيهيه أنه لا يزال لم ينتبه للأمر .

سوسومو (بتعجب) : ماذا !؟ من !؟ ما الذي تعنيه !؟

رييو : هيهيه يبدو أن الأمر سيصبح مثيرا للاهتمام .

سوسومو (ينظر إلى رييو بتعجب) : ما الذي تتحدث عنه ؟ لا تتحدث بتلك الألغاز ، تحدث بوضوح .

رييو : حسنا ، أنا أتحدث عن هياتا و كازو ، هل فهمت الأن ؟

سوسومو : ماذا ؟ ماذا عنهما ؟ لم أفهم ما الذى تعنيه ، فلتفسر الأمر بطريقه أفضل .

رييو : أممم ألست عبقريا يا سوسومو ؟ لماذا لا تفهم التلميحات ؟ أم أنك نقى للغايه و لا تفهم تلك الأمور ؟

سوسومو : هاه !؟

رييو : ههههههه كما توقعت أنت لا تفهم في الأمور التي تختص بالقلب رغم أنك عبقري و تفهم كل شيء ، أم أن العباقره لا يفهمون ألا في الأمور التي تتعلق بالعقل ؟


شعر سوسومو بالخجل الشديد فلقد فهم ما يعنيه رييو و لكنه حاول ألا يظهر أي شيء و أستمر بالنظر إلى الكتاب و رفع النظاره بأبهامه مجددا و تظاهر بالبرود رغم ما بداخله ، فقد يبدو على سوسومو البرود و اللامبالاه ألا أن هذا مجرد قناع يرتديه كي يخفى مشاعره الحقيقيه ، بالطبع سوسومو كان يشعر بأن هناك شيئا ما بين كازو و هياتا و بالأخص كازو و لكنه لم يكن متأكدا و لم يهتم أيضا فهو لا يحب التدخل في أمور الأخرين و لكن المفاجأه بالنسبة إليه كانت بانتباه رييو لذلك الأمر ، فلقد كان دائما يعتقد أن رييو غبيا لا يفهم أي شيء و بالأخص في تلك الأمور و لكن أتضح أنه يفهمها جيدا .


سوسومو (يتحدث لنفسه) : لم أكن أعتقد أنك تفهم في تلك الأمور ، (بقلق) هل انتبهت إلي أيضا ؟ هل عرفت ما أشعر به ؟ (بخوف) لا لا ، أرجوك لا تنتبه إلى تلك المشاعر التي أشعر بها ، لا أريدك أن تكرهني ، أنت أول شخص تفتح قلبي و تجعلني أخرج من قوقعتي التي عشت بداخلها سنوات عديده و جعلتني أستطيع امتلاك الجرأه لأكون الصداقات و أيضا ... جعلتني أشعر بتلك المشاعر ، لم أظن أبدا أنها موجوده أو أنني سأشعر بها ، رغم أنها المشاعر الأهم في حياة الجميع و يجب أن تسعد من يشعر بها ، ألا أنني للأسف الشديد قد شعرت بها بطريقة خاطئه ، (بحزن) لم يكن من المفترض أن أشعر بها هكذا ، و لمن ؟ لصديق ! صديقي الأول ، أول صديق أمتلكه في حياتي كلها و أفضل صديق لدى ، الذى من الممكن أن أخسره تماما أن علم بما يشغل فؤادي ، كنت أتمنى لو أستطيع أن أخبره و يقبلني و نصبح سعداء ، هذا دائما ما ينتابني حينما أفكر في الأمر و في لطفه و معاملته الجيدة لي تعطيني الأمل ، و لكن بالتأكيد .... سيشمئز منى ، سيكرهني ، سيتركني بالتأكيد ، سيتحطم قلبي و سأصبح وحيدا مجددا ، (بفزع) لا لا لا لا لا لا ، لا أريد ذلك بتاتا ، سأحتفظ بالسر بداخلي ، سأخبئه في أعماقي و أغلق عليه بابا من الفولاذ المقوى و سألقى بمفتاحه في المحيط الكبير حتى لا يعثر عليه أحد و بالأخص أنا .


بينما سوسومو غارقا في أفكاره أقترب رييو منه و جلس على ذراع الكرسي و أحاط بذراعه كتفي سوسومو و أقترب أكثر منه و أصبح وجهه مقتربا تماما من وجنة سوسومو و يكاد يلتصق بها و قد فعل كل هذا سريعا .


رييو : هل سمعت ما كنت أتحدث به ؟ إم أنك كنت منشغلا بقراءة هذا الكتاب ؟


تفاجأ سوسومو بشده من اقتراب رييو منه بتلك الطريقه بل و التحدث بالقرب من أذنه هكذا حتى شعر بأنفاسه الدافئه مما جعله يلتف برأسه سريعا لينظر إلى رييو مما كاد أن يجعل شفتيهما تتلمسا و جعلت عينيهما تتلاقى و هذا جعل قلب سوسومو ينبض بشده حتى شعر أنه كاد أن يقفز من مكانه و شعر بالارتباك فدفع رييو عنه و نهض سريعا منتفضا من مكانه و بدأ يلتقط أنفاسه و يبتلع لعابه و هو يلهث كما لو كان يعدو منذ ساعات ، شعر بوجهه كما لو كان مشتعلا من الحراره فخاف أن يشعر به رييو ، لذلك سريعا أشاح بوجهه و أبتعد عنه .


رييو (بتعجب) : ماذا بك ؟

سوسومو : لا .... لا شيء .

رييو : و لكنك نهضت سريعا ، هل تفاجأت منى و فزعت .

سوسومو : أ ... أه .

رييو : ههههه أتفزع من هذا الشيء ؟ لا تكن جبانا هكذا .

سوسومو (باستياء) : ............ لا تفعل ذلك مرة أخرى .

رييو (بقلق) : هل شعرت بالاستياء منى ؟ أنا أسف ، أرجوك لا تغضب منى .

سوسو : لا بأس .

رييو (بسعاده) : أجل ، لقد سامحتني .


توجه رييو مسرعا إلى سوسومو و قام بمعانقته بشده و مهما حاول سوسومو الابتعاد لا يستطيع فلقد كان رييو أقوى منه ، رغم أن سوسومو كان مرتبكا و قلبه كان يخفق بشده و كان خائفا من أن يشعر به رييو ، ألا أنه كان سعيدا للغايه و كان يشعر بأن هذا يكفيه ، حتى و أن كان رييو لا يراه سوى صديقا له فهو سعيدا لأنه سيستطيع البقاء معه .



image

------------------


أتمنى القصه تعجبكم

و أتمنى أعرف رأيكم و ملاحظتكم


image

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق